والذي بعثك بالحق فقال أسبع الوضوء واملا يديك من ركبتيك وعفر جبينيك في التراب وصل صلاة مودع وقال الأنصاري يا رسول الله حاجتي فقال إن شئت سألتني وان شئت نبأتك فقال يا رسول الله نبأني قال جئت تسألني عن الحج وعن الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار وحلق الرأس ويوم عرفة فقال أي والذي بعثك بالحق فقال لا ترفع ناقتك خفا الا كتب الله لك حسنة ولا تضع خفا الا حط به عنك سيئة وطواف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة تنفتل كما ولدتك أمك من الذنوب ورمى الجمار ذخر يوم القيمة وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيمة ويوم عرفة يوم يباهى الله عز وجل به الملائكة فلو حضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا فإنه تبت ذلك اليوم وعن معوية بن عمار باسنادين أحدهما من الحسان بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال إذا اخذ الناس منازلهم بمنى نادى مناد لو تعلمون بفناء من حللتم لا يقنتم بالخلف بعد المغفرة وعن الفضيل في الحسن بإبراهيم قال سمعت سألت أبا جعفر (ع) يقول لا ورب هذه البنية لا يحالف مدمن الحج بهذا البيت حمى ولا فقر ابدا وعن عبد الله بن يحيى الكاهلي في الحسن به قال سمعت سألت أبا عبد الله (ع) يقول ويذكر الحج فقال قال رسول الله صلى الله عليه وآله هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء إما انه ليس شئ أفضل من الحج الا الصلاة وفي الحج ههنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم حج لا تدع الحج وأنت تقدر عليه إما ترى انه يشعث (فيه) رأسك ويقشف فيه جلدك وتمتنع فيه من النظر إلى النساء واما نحن ههنا ونحن قريب ولنا (قيام) متصله ما يبلغ الحج حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد ولا من ملك ولا سوقه يصل إلى الحج الا بمشقة تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك قول الله عز وجل وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه الا بشق الأنفس ان ربكم لرؤف رحيم وعن أبي حمزة الثمالي في الحسن بإبراهيم قال قال رجل لعلي بن الحسين (ع) تركت الجهاد وخشونته ولزمت الحج ولينته قال وكان متكئا فجلس وقال ويحك إما بلغك ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حج الوداع انه لما وقف بعرفة وهمت الشمس ان تغيب قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا بلال فل للناس فلينصتوا فلما انصتوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم وشفع محسنكم في مسيئكم فأفيضوا مغفورا لكم قال وزاد غير الثمالي أنه قال الا أهل التبعات فان الله عدل يأخذ للضعيف من القوى فلما كانت ليلة جمع لم يزل يناجى ربه ويسأله لأهل التبعات فلما وقف بجمع قال لبلال قل للناس فلينصتوا فلما انصتوا قال إن ربكم تطول عليكم في هذا اليوم فغفر لمحسنكم وشفع محسنكم في مسيئكم فأفيضوا مغفورا لكم وضمن لأهل التبعات من عنده الرضا وعن خالد القلانسي عن أبي عبد الله (ع) قال قال علي بن الحسين (ع) حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤنات عيالاتكم وقال الحاج مغفور له وموجوب له الجنة ومستأنف له العمل ومحفوظ في أهله وماله وعن عبد الاعلى قال قال أبو عبد الله (ع) كان أبى يقول من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرأ من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه ثم قرا فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى قلت ما الكبر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق قلت وما غمص الخلق وسفه الحق قال يجهد الحق ويطعن على أهله ومن فعل ذلك نازع الله رداءه وعن إبراهيم بن صالح عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله (ع) قال الحاج والمعتمر وفد الله ان سألوه أعطاهم وان دعوه أجابهم وان شفعوا شفعهم وان سكتوا ابتدأهم ويعوضون بالدرهم ألف درهم وعن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) قال درهم ينفقه في الحج أفضل من عشرين ألف درهم ينفقها في حق وعن ابن فضال في الموثق عن الرضا (ع) قال سمعته يقول ما وقف أحد في تلك الجبال الا استجيب له فاما المؤمنون فيستجاب لهم في اخرتهم واما الكفار فيستجاب لهم في دنياهم وعن هارون بن خارجة (قال سمعت سألت أبا عبد الله (ع) يقول من دفن في الحرم امن من الفزع الأكبر فقلت له من بر الناس وفاجرهم قال من بر الناس وفاجرهم وعن ابن أبي عمير في الحسن بإبراهيم عن بعض أصحابه عن عمر بن يزيد الثقة قال سمعت) سألت أبا عبد الله (ع) يقول حجة أفضل من سبعين رقبة فقلت ما يعدل الحج شئ قال ما يعدله شئ ولدرهم (واحد) في الحج أفضل من الفي الف فيما سواه من سبيل الله ثم قال خرجت على نيف وسبعين بعير أو بضع عشرة دابة ولقد اشتريت سودا أكثريها العدد ولقد اذاني اكل الخل والزيت حتى أن حميدة أمرت بدجاجة فشويت لي فرجعت إلى نفسي وعن جابر عن أبي جعفر (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحاج ثلاثة فأفضلهم نصيبا رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه وما تأخر ووقاه الله عذاب القبر واما الذي يليه رجل غفر له ذنبه ما تقدم منه ويستأنف العمل فيما بقى من عمره واما الذي يليه فرجل حفظ في أهله وماله وهو أدنى ما يرجع به الحاج وعن ذريح المحاربي في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال من مات ولم يحج حجة الاسلام ولم يمنعه من ذلك حاجة يجحف به أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه فليمت يهوديا أو نصرانيا وعن أبي بصير في الموثق قال سمعت سألت أبا عبد الله (ع) يقول من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو كمن قال الله عز وجل ونحشره يوم القيمة أعمى قال قلت سبحان الله أعمى قال نعم ان الله عز وجل أعماه عن طريق الجنة وروى الشيخ عن معوية بن عمار في الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال قال الله تعالى ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا قال هذه لمن كان عنده مال وصحة وإن كان سوفه للتجارة فلا يسعه وان مات على ذلك فقد ترك شريعة من شرايع الاسلام إذ هو يجد ما يحج به وإن كان دعاه قوم ان يحجوه واستحى فلم يفعل فإنه لا يسعه الا الخروج ولو على حمار أجدع أبتر وعن قول الله عز وجل ومن كفر يعنى من ترك وروى الصدوق عن معوية بن عمار في الصحيح والشيخ عنه [ايض] قال سئلت سألت أبا عبد الله (ع) عن رجل له مال ولم يحج قط قال هو ممن قال الله ونحشره يوم القيمة أعمى قال قلت سبحان الله أعمى قال أعماه الله من طريق الجنة وروى الصدوق عن محمد بن الفضيل قال سألت سألت أبا الحسن (ع) عن قول الله عز وجل ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا قال نزلت فيمن سوف الحج حجة الاسلام وعنده ما يحج به فقال العام أحج العام أحج حتى يموت قبل ان يحج وعن علي بن أبي حمزة عنه يعنى الصادق (ع) أنه قال من قدر على ما يحج به وجعل يدفع ذلك وليس له عنه شغل يعذره الله فيه حتى جاء الموت فقد ضيع شريعة من شرايع الاسلام وروى الكليني عن حريز في الحسن عن أبي عبد الله (ع) قال النظر إلى الكعبة عبادة والنظر إلى الوالدين عبادة والنظر إلى الامام عبادة وقال من نظر إلى الكعبة كتبت له حسنة ومحيت عنه عشر سيئات وعن محمد بن مسلم في الصحيح عن أبي جعفر (ع) قال ما يعبأ بمن يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحابة (لمن صحبه) وروى الشيخ عن صفوان الجمال في الصحيح قال سمعت سألت أبا عبد الله (ع) يقول ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت الا ان يكون فيه خصال ثلاث حلم يملك به غضبه وخلق يخالق به من صحبه وورع يحجزه عن معاصي الله وروى الكليني عن أبي العباس بأسانيد متعددة فيه الصحيح والحسن عن أبي عبد الله (ع) قال لما ولد إسماعيل حمله إبراهيم وامه على حمار واقبل معه جبرئيل حتى وضعه في موضع الحجر ومعه شئ من زاد وسقاء فيه شئ من ماء والبيت يومئذ ربوة حمراء من مدر فقال إبراهيم لجبرئيل ههنا أمرت قال نعم قال ومكة يومئذ سلم وممر دخول مكة يومئذ ناس من العماليق وعن معوية بن عمار في الحسن بإبراهيم بن هاشم عن أبي عبد الله (ع) قال إبراهيم لما خلف إسماعيل بمكة عطس الصبى فكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت امه حتى قامت على الصفا فقال هل بالوادي من أنيس فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت هل بالوادي من أنيس فلم تجب حتى رجعت إلى الصفا وقالت ذلك حتى صنعت ذلك سبعا فاجرى الله ذلك سنة فأتاها جبرئيل فقال لها من أنت فقالت انا أم ولد إبراهيم فقال لها إلى من ترككم (فقالت) إما لئن قلت ذلك لقد قلت له حيث أراد الذهاب يا إبراهيم إلى من تركتنا فقال إلى الله عز وجل فقال جبرئيل (ع) لقد وكلكم إلى كاف قال وكان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء ففحص الصبى برجله فنبعت زمزم قال فرجعت من المروة إلى الصبى وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب حوله مخافة ان يسيح الماء ولو تركته لكان سيحا قال فلما رأت الطير الماء حلقت عليه فمر ركب من اليمن يريد السفر فلما رأوا الطير قالوا ما حلقت الطير الا على ماء فاتوهم فسقوهم من الماء فاطعمهم الركب من الطعام واجري الله عز وجل لهم بذلك رزقا وكان الناس يمرون بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء ورواه ابن بابويه في كتاب علل الشرايع والاحكام في الصحيح ببعض التفاوت في المتن وروى الشيخ عن أحمد بن محمد في
(٥٤٧)