ثم ينشئ إحراما للحج من مكة يوم التروية على الأفضل، وإلا
____________________
وأما التمتع فهو لغة التلذذ والانتفاع، وإنما سمي هذا النوع بذلك لما يتخلل بين عمرته وحجه من التحلل المقتضي لجواز الانتفاع والتلذذ بما كان قد حرمه الإحرام قبله مع الارتباط بينهما وكونهما كالشئ الواحد، فيكون التمتع الواقع بينهما كأنه حاصل في أثناء الحج. أو لأنه يربح ميقاتا، لأنه لو أحرم بالحج من ميقات بلده لكان يحتاج بعد فراغه من الحج إلى أن يخرج إلى أدنى الحل فيحرم بالعمرة عنه، وإذا تمتع استغنى عن الخروج، لأنه يحرم بالحج من جوف مكة.
قال الله تعالى: ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي﴾ (1) ومعنى التمتع بها إلى الحج: الانتفاع بثوابها والتقرب بها إلى الله تعالى قبل الانتفاع بالحج، إلى وقت الحج، فيجتمع حينئذ التقربان، أو المنتفع بها إذا فرغ منها باستباحة ما كان محرما إلى وقت التلبس بالحج، فالباء سببية، وهذان المعنيان ذكرهما الزمخشري في الكشاف (2)، والنيسابوري في تفسيره (3). وقيل: إن المعنى فمن انتفع بسبب العمرة قاصدا إلى الحج فعليه ما تهيأ له من الهدي (4).
قوله: (أما التمتع فصورته أن يحرم من الميقات بالعمرة المتمتع بها، ثم يدخل مكة فيطوف سبعا بالبيت، ويصلي ركعتيه بالمقام، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعا، ويقصر، ثم ينشئ إحراما آخر للحج
قال الله تعالى: ﴿فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي﴾ (1) ومعنى التمتع بها إلى الحج: الانتفاع بثوابها والتقرب بها إلى الله تعالى قبل الانتفاع بالحج، إلى وقت الحج، فيجتمع حينئذ التقربان، أو المنتفع بها إذا فرغ منها باستباحة ما كان محرما إلى وقت التلبس بالحج، فالباء سببية، وهذان المعنيان ذكرهما الزمخشري في الكشاف (2)، والنيسابوري في تفسيره (3). وقيل: إن المعنى فمن انتفع بسبب العمرة قاصدا إلى الحج فعليه ما تهيأ له من الهدي (4).
قوله: (أما التمتع فصورته أن يحرم من الميقات بالعمرة المتمتع بها، ثم يدخل مكة فيطوف سبعا بالبيت، ويصلي ركعتيه بالمقام، ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعا، ويقصر، ثم ينشئ إحراما آخر للحج