____________________
ويتضح ما ذكرنا في المثال الثاني الذي ذكره في القواعد والتذكرة، من أن المالك بعد خسران العشرة قد أخذ خمسة وأربعين، فإنه على تقدير فسخ المالك فيها وأخذها وابقاء مثلها في يد العامل يبعد جدا أن يكون الربح الحاصل في الخمسة والأربعين التي بيد العامل يجبر به الخسران المتعلق بما أخذه المالك، فإن أحدهما صار أجنبيا عن الآخر.
نعم إذا كان المالك قد أخذ بعض مال المضاربة لا بعنوان الفسخ، فإنه لم يبعد الحكم بالجبران حينئذ. بل حتى لو صرفه المالك فخرج عن كونه مال المضاربة لانعدامه، فإن مثل هذا الخروج لانتفاء القابلية لا يمنع من لزوم الجبر، ضرورة أنه في المثال الأول لو تلفت عشرة بعد خسران عشرة فإن التالفة تجبر خسارتها المتعلقة بها مع خروجها عن مال المضاربة بالتلف، كما تجبر هي نفسها، فالخروج عن مال المضاربة لتلف أو نحوه لا يمنع من بقاء الجبر، فيجبر نفس المال وتجبر خسارته، ومن ذلك يظهر لزوم التفصيل بين أن يكون ما يأخذه المالك بعنوان الفسخ فيتم ما ذكره المحقق ومن وافقه، وبين أن لا يكون بعنوان الفسخ، فيتم ما ذكره في الجواهر ومن وافقه وإن خرج البعض عن كونه مال المضاربة لفقد القابلية.
والله سبحانه ولي التوفيق والسداد.
(1) اقتصر في الشرائع على ذكر المسألة الأولى، وكذا في الارشاد ومجمع البرهان، ولم يتعرضوا للثانية. لكن في القواعد والتذكرة وجامع
نعم إذا كان المالك قد أخذ بعض مال المضاربة لا بعنوان الفسخ، فإنه لم يبعد الحكم بالجبران حينئذ. بل حتى لو صرفه المالك فخرج عن كونه مال المضاربة لانعدامه، فإن مثل هذا الخروج لانتفاء القابلية لا يمنع من لزوم الجبر، ضرورة أنه في المثال الأول لو تلفت عشرة بعد خسران عشرة فإن التالفة تجبر خسارتها المتعلقة بها مع خروجها عن مال المضاربة بالتلف، كما تجبر هي نفسها، فالخروج عن مال المضاربة لتلف أو نحوه لا يمنع من بقاء الجبر، فيجبر نفس المال وتجبر خسارته، ومن ذلك يظهر لزوم التفصيل بين أن يكون ما يأخذه المالك بعنوان الفسخ فيتم ما ذكره المحقق ومن وافقه، وبين أن لا يكون بعنوان الفسخ، فيتم ما ذكره في الجواهر ومن وافقه وإن خرج البعض عن كونه مال المضاربة لفقد القابلية.
والله سبحانه ولي التوفيق والسداد.
(1) اقتصر في الشرائع على ذكر المسألة الأولى، وكذا في الارشاد ومجمع البرهان، ولم يتعرضوا للثانية. لكن في القواعد والتذكرة وجامع