فوق ما تعلمان، وقد كان من أمر يزيد ما سبقتم إليه وإلى تجويزه وقد علم الله ما أحاول به في أمر الرعية من سد الخلل ولم الصدع بولاية يزيد بما أيقظ العين وأحمد الفعل، هذا معناي في يزيد. وفيكما فضل القرابة وحظوة العلم وكمال المروءة، وقد أصبت من ذلك عند يزيد على المناظرة والمقابلة ما أعياني مثله عندكما وعند غيركما، مع علمه بالسنة وقراءة القرآن والحلم الذي يرجح بالصم الصلاب، وقد علمتما أن الرسول المحفوظ بعصمة الرسالة قدم على الصديق والفاروق ومن دونهما من أكابر الصحابة وأوائل المهاجرين يوم غزوة السلاسل من لم يقارب القوم ولم يعاندهم برتبة في قرابة موصولة ولا سنة مذكورة، فقادهم الرجل بأمره وجمع بهم صلاتهم وحفظ عليهم فيأهم وقال فلم يقل معه. وفي رسول الله أسوة حسنة، فمهلا بني عبد المطلب فأنا وأنتم شعبا نفع وجد، وما زلت أرجو الإنصاف في اجتماعكما فما يقول القائل إلا بفضل قولكما، فردا على ذي رحم مستعتب، ما يحمد به البصيرة في عتابكما وأستغفر الله لي ولكما.
قال فتيسر ابن عباس للكلام ونصب يده للمخاطبة، فأشار إليه الحسين وقال على رسلك فأنا المراد ونصيبي في التهمة أوفر، فأمسك ابن عباس فقام الحسين فحمد الله وصلى على الرسول ثم قال: أما بعد يا معاوية فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفه الرسول (صلى الله عليه وآله) من جميع جزءا، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ النعت! وهيهات هيهات يا معاوية فضح الصبح فحمة الدجى وبهرت الشمس أنوار السرج، ولقد فضلت حتى أفرطت، واستأثرت حتى أجحفت، ومنعت حتى محلت، وجزت حتى جاوزت، ما بذلت لذي حق من اسم حقه بنصيب، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ونصيبه الأكمل. وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لأمة