وأمر! فقال ابن عباس: لعمر الله إنها لذرية الرسول وأحد أصحاب الكساء وفي البيت المطهر قالة عما تريد، فإن لك في الناس مقنعا حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين. فقال معاوية: أعود الحلم التحلم، قال: وخيره التحلم عن الأهل انصرفا في حفظ الله. ثم أرسل معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر وإلى عبد الله بن عمر وإلى عبد الله بن الزبير فجلسوا فحمد الله وأثنى عليه معاوية ثم قال: يا عبد الله بن عمر قد كنت تحدثنا أنك لا تحب أن تبيت ليلة وليس في عنقك بيعة جماعة وأن لك الدنيا وما فيها! وإني أحذرك أن تشق عصا المسلمين وتسعى في تفريق ملئهم وأن تسفك دماءهم، وإن أمر يزيد قد كان قضاء من القضاء وليس للعباد خيرة من أمرهم، وقد وكد الناس بيعتهم في أعناقهم وأعطوا على ذلك عهودهم ومواثيقهم، ثم سكت. فتكلم عبد الله بن عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد يا معاوية لقد كانت قبلك خلفاء وكان لهم بنون ليس ابنك بخير من أبنائهم فلم يروا في أبنائهم ما رأيت في ابنك، فلم يحابوا في هذا الأمر أحدا ولكن اختاروا لهذه الأمة حيث علموهم، وإنك تحذرني أن أشق عصا المسلمين وأفرق ملأهم وأسفك دماءهم، ولم أكن لأفعل ذلك إن شاء الله، ولكن إن استقام الناس فسأدخل في صالح ما تدخل فيه أمة محمد.
فقال معاوية: يرحمك الله ليس عندك خلاف. ثم قال معاوية لعبد الرحمن بن أبي بكر نحو ما قاله لعبد الله بن عمر، فقال له عبد الرحمن: إنك والله لوددت أنا نكلك إلى الله فيما جسرت عليه من أمر يزيد، والذي نفسي بيده لتجعلنها شورى أو لأعيدنها جذعة، ثم قام ليخرج فتعلق معاوية بطرف ردائه ثم قال: على رسلك اللهم اكفنيه بما شئت! ثم قال له: لا تظهرن لأهل الشام فإني أخشى عليك منهم! ثم قال لابن الزبير نحو ما قاله لابن عمر، ثم قال له: أنت ثعلب رواغ كلما