إنهم هنا ينسون ما كتبوه في فقههم من أنه لا يصح بيع السلعة بالإكراه وأن أي تصرف تحت الإكراه والإجبار باطل! فيفتون هنا بأن البيعة بالإكراه تحت سيوف الطلقاء في المدينة وتحت سيوف أهل الشام في مكة، شرعية صحيحة!
بل زادوا علاوة فصار إعلان معاوية للبيعة بالحيلة والتزوير صحيحا شرعا حتى مع تكذيب (المبايعين) وصياحهم! فهل يبقى عندك شك في أن الأساس الذي أسسته قريش بعد النبي (صلى الله عليه وآله) باطل ظالم؟!
13 - استعمل معاوية الرشوة على بيعة يزيد كعادته، فقد طلب من المغيرة بن شعبة أن يوفد اليه وفدا يطالبونه ببيعة يزيد فأوفد (أربعين من وجوه أهل الكوفة وأمر عليهم ابنه عروة بن المغيرة فدخلوا على معاوية فقاموا خطباء فذكروا أنه إنما أشخصهم إليه النظر لأمة محمد (ص) فقالوا: يا أمير المؤمنين كبرت سنك وتخوفنا الانتشار من بعدك. يا أمير المؤمنين، أعلم لنا علما وحد لنا حدا ننتهي إليه. قال: أشيروا علي، قالوا: نشير عليك بيزيد بن أمير المؤمنين. قال: وقد رضيتموه؟ قالوا: نعم. قال: وذاك رأيكم؟ قالوا: نعم ورأي من بعدنا، فأصغى (أي أسر) إلى عروة وهو أقرب القوم منه مجلسا فقال: لله أبوك بكم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم؟ قال بأربعمائة. قال: لقد وجد دينهم عندهم رخيصا)! (تاريخ دمشق: 40 / 298،, وكامل ابن الأثير: 3 / 350، ونهاية الإرب / 4464) * * وأعطى معاوية شخصيات وفد البصرة جوائز كل واحد مئة ألف درهم، وكان فيهم الحتات التميمي وكان عثماني الهوى فأعطاه سبعين ألفا: (فرجع إلى معاوية فقال ما ردك يا أبا منازل؟ قال فضحتني في بني تميم أما حسبي صحيح أو لست ذا سن أو لست مطاعا في عشيرتي؟ قال: معاوية بلى، قال: فما بالك خسست بي دون القوم؟ فقال: إني اشتريت من القوم دينهم ووكلتك إلى دينك ورأيك في