ويدق ظهره، نحياه عني فضرب وجه راحلته! ثم لقيه عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق فقال له معاوية: لا مرحبا ولا أهلا! شيخ قد خرف وذهب عقله. ثم أمر بضرب وجه راحلته. ثم فعل بابن عمر نحو ذلك. فأقبلوا معه لا يتلفت إليهم حتى دخل المدينة). (نهاية الإرب / 4467).
وفي اليوم الأول: (دخل على عائشة وكان قد بلغها أنه ذكر الحسين وأصحابه وقال: لأقتلنهم إن لم يبايعوا فشكاهم إليها فوعظته وقالت له بلغني أنك تتهددهم بالقتل فقال يا أم المؤمنين هم أعز من ذلك ولكني بايعت ليزيد وبايعه غيرهم أفترين أن أنقض بيعته قد تمت قالت فارفق بهم فإنهم يصيرون إلي ما تحب إن شاء الله قال أفعل). (كامل ابن الأثير: 3 / 353).
وفي اليوم الأول أيضا استدعى معاوية الإمام الحسين (عليه السلام) وابن عباس وابن الزبير وابن عمر وابن أبي بكر، واستعمل معهم كل دهائه لكنه لم يستطع إقناعهم ببيعة يزيد بل كان ردهم شديدا واصطدم بعبد الرحمن بن أبي بكر بشدة!
وقد نقل اليعقوبي: 2 / 228، كلمتين لابن عمر وابن الزبير نرجح أنهما قالاهما في سفرة معاوية هذه: (وقال عبد الله بن عمر: نبايع من يلعب بالقرود والكلاب ويشرب الخمر ويظهر الفسوق! ما حجتنا عند الله؟! وقال عبد الله بن الزبير: لا طاعة لمخلوق في معصية خالق، وقد أفسد علينا ديننا). انتهى.
وفي اليوم الثاني جلس معاوية مجلسا رسميا، وبدأه بخلوة مفردة مع بني عبد مناف الذين يعتبرهم مع بني أمية العائلة المالكة في قريش، ولا يرضى أن يقيسهم بغيرهم كابن عمر العدوي، أو ابن أبي بكر التيمي، أو ابن الزبير من أسد عبد العزى! (فلما كان صبيحة اليوم الثاني أمر بفراش فوضع له وسويت مقاعد الخاصة حوله وتلقاءه من أهله، ثم خرج وعليه حلة يمانية وعمامة دكناء وقد