الناس وكان أبرزهم مروان بن الحكم وسعيد بن العاص وعبد الله بن عامر بن كريز: (كان يزيد بن معاوية يؤثر مسكينا الدارمي ويصله ويقوم بحوائجه عند أبيه فلما أراد معاوية البيعة ليزيد تهيب ذلك وخاف ألا يمالئه عليه الناس لحسن البقية فيهم وكثرة من يرشح للخلافة، وبلغه في ذلك ذرء وكلام كرهه من سعيد بن العاص ومروان بن الحكم وعبد الله بن عامر، فأمر يزيد مسكينا أن يقول أبياتا وينشدها معاوية في مجلسه إذا كان حافلا وحضره وجوه بني أمية، فلما اتفق ذلك دخل مسكين إليه وهو جالس وابنه يزيد عن يمينه وبنو أمية حواليه وأشراف الناس في مجلسه، فمثل بين يديه وأنشأ يقول إن أدع مسكينا فإني ابن معشر * من الناس أحمي عنهم وأذود إليك أمير المؤمنين رحلتها * تثير القطا ليلا وهن هجود وهاجرة ظلت كأن ظباءها * إذا ما اتقتها بالقرون سجود ألا ليت شعري ما يقول ابن عامر * ومروان أم ماذا يقول سعيد بني خلفاء الله مهلا فإنما * يبوئها الرحمن حيث يريد إذا المنبر الغربي خلاه ربه * فإن أمير المؤمنين يزيد على الطائر الميمون والجد صاعد * لكل أناس طائر وجدود فلا زلت أعلى الناس كعبا ولا تزل * وفود تساميها إليك وفود ولا زال بيت الملك فوقك عاليا * تشيد أطناب له وعمود قدور ابن حرب كالجوابي وتحتها * أثاف كأمثال الرئال ركود فقال له معاوية: ننظر فيما قلت يا مسكين ونستخير الله! قال: ولم يتكلم أحد من بني أمية في ذلك إلا بالإقرار والموافقة، وذلك الذي أراده يزيد ليعلم ما عندهم ثم وصله يزيد ووصله معاوية فأجزلا صلته). (الأغاني: 20 / 227).
(٣٤٥)