معاوية كانت في رجب سنة 51، فوفاة عبد الرحمن بن أبي بكر كانت عند منصرف معاوية إلى الشام، وقد نص عدد على أنها سنة إحدى وخمسين، قال ابن حجر في أسد الغابة: 4 / 99: (وتوفي بالمدينة سنة إحدى وخمسين وقيل سنة أربع وخمسين وقيل سنة ثلاث وخمسين... والصحيح أنه توفي بعد الخمسين لأن محمد بن سيرين روى أنه كلم معاوية بكلام شديد لما أراد البيعة ليزيد). وكذلك قال في عمرو بن زيد الأنصاري، وقال المزي في تهذيب الكمال: 16 / 560 بعد نقل الأقوال في وفاة عبد الرحمن: (وقال أبو زرعة الدمشقي: توفي بعد منصرف معاوية من المدينة في قدمته التي قدم فيها لأخذ البيعة... ثم توفيت عائشة بعد ذلك بيسير..) . انتهى. وهذا يتناسب مع عجلة معاوية في أخذ البيعة ليزيد، فقد قتل عبد الرحمن بن خالد سنة ثلاث وأربعين، وفي أبعد الأقوال سنة ست وأربعين (الطبري: 4 / 172). فالنتيجة - أن معاوية قتل الإمام الحسن (عليه السلام) في صفر سنة خمسين، ثم حج في تلك السنة واستمزج رأي الصحابة والشخصيات، ثم عاد في رجب من سنة إحدى وخمسين لأخذ البيعة ليزيد.
3 - بدأ بأخذ البيعة من أهل الشام بمساعدة رجال القصر، خاصة وزيره الخاص الضحاك بن قيس، فأحضر وجوه الناس وتكلم وذكر ما أمر الله به من طاعة ولاة الأمر، ثم ذكر يزيد وفضله في قريش وعلمه بالسياسة، فعارضه الضحاك بن قيس وقال: يا أمير المؤمنين إنه لا بد للناس من وال بعدك وولي عهدك، فإنه قد بلونا الجماعة والفرقة فوجدنا الجماعة والألفة أحقن للدماء وآمن للسبل وخيرا في العاجلة والآجلة، والأيام عوج رواجع ولله في كل يوم أمر وشأن ولا تدري ما يختلف به العصران وينقلب فيه الحدثان، ويزيد ابن أمير المؤمنين في هديه وقصد سيرته من أفضلنا حلما وأكرمنا علما، فوله عهدك واجعله لنا علما بعدك