ما إن أبالي بما لاقت جموعهم * بالغذقذونة من حمى ومن موم إذا اتكأت على الأنماط في غرف * بدير مران عندي أم كلثوم فبلغ ذلك معاوية فقال: أقسم بالله لتدخلن أرض الروم فليصيبنك ما أصابهم، فأردف به ذلك الجيش فغزا به حتى بلغ القسطنطينية)!!
وفي تاريخ دمشق: 65 / 404: (بعث معاوية جيشا إلى الروم فنزلوا منزلا يقال له الفرقدونة، فأصابهم بها الموت وغلاء شديد فكبر ذلك على معاوية، فاطلع يوما على ابنه يزيد وهو يشرب وعنده قينة تغنيه... الخ. فقال: أقسم عليك يا يزيد لترتحلن حتى تنزل مع القوم وإلا خلعتك، فتهيأ يزيد للرحيل وكتب إلى أبيه:
تجنى لا تزال تعد دينا * ليقطع وصل حبلك من حبالي فيوشك أن يريحك من بلائي * نزولي في المهالك وارتحالي). انتهى.
والصحيح مصطبحا بدل مرتفقا كما في الأغاني وغيره، والغذقذونة بدل الفرقدونة، كما في معجم البلدان: 4 / 188.
وقد روت المصادر غزوة يزيد القائد وتأخره عنها للشراب مع جواريه وزوجته أم كلثوم بنت كريز وأوردت أكثر المصادر بيتيه الأولين، والظاهر أن أصلهما:
إذا اتكأت على الأنماط مرتفقا * بدير مران عندي أم كلثوم فما أبالي بما لاقت جموعهم * بالغذقذونة من حمى ومن موم ولا بد أن بعض الشعراء نظمهما ليزيد! كما روى عدد من المصادر البيتين اللذين يعتب فيهما على أبيه لأنه يريد إرساله إلى الحرب وتعريضه للهلاك! كأنساب الأشراف / 1149، والأربعين البلدانية لابن عساكر: 2 / 533 وفيه: (ودير مران بضم أوله بلفظ تثنية والذي بالحجاز مران بالفتح. قال الخالدي: هذا الدير بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة وبناؤه بالجص،