الحديث). وقال في مجموع الفتاوى: 3 / 413: (ومع هذا فإن كان فاسقا أو ظالما فالله يغفر للفاسق والظالم لا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر أن النبي قال: أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له. وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية). (وقال نحوه في: 4 / 486، و: 18 / 352 وفي كتابه رأس الحسين (عليه السلام) / 207، وكتابه الجواب الصحيح: 6 / 117).
والجواب الصحيح على مزاعمهم نفس نصوصهم عن غزوة يزيد المدعاة فهي ناطقة بفداحة التزوير، بل عندهم نصوص صحيحة تنفي أن يكون يزيد وصل إلى القسطنطينية أصلا! ولعله رواتهم بسببه يؤكدون على أنه وصل إليها وضرب باب سورها بسيفه فقده! أو بعمود حديد فظهرت في ضربته كرامة!
إن أقوى ما يستدلون به على وصوله إلى القسطنطينية أن أبا أيوب الأنصاري مات في تلك الغزوة ودفن عند سورها. لكن الصحيح أنه مات (رحمه الله) قرب أنطاكية حيث كان الجيش ينتظر يزيدا وأوصاهم أن يحملوا جنازته داخل بلاد الروم ويدفنوه في أقرب نقطة ممكنة من القسطنطينية، وأنهم ساروا بجنازته (يوما) حسب روايتهم وربما ساروا أياما، أو دفعوا للروم مالا حتى سمحوا لهم!
فقد روى عبد الرزاق: 5 / 279 عن معمر عن ابن سيرين، وهو سند صحيح عندهم أن يزيدا زار أبا أيوب وهو مريض (فقال له: حاجتك؟ قال: إذا أنا مت فسر بي في أرض العدو ما استطعت ثم ادفني. قال: فلما مات سار به حتى أوغل في أرض الروم يوما أو بعض يوم، ثم نزل فدفنه). انتهى. بل تدل رواية عدد من المصادر على أن أبا أيوب (رحمه الله) أوصى المسلمين وليس يزيدا كما زعموا!
وهذا يعني أنهم كانوا خارج أرض العدو كليا أوفي طرفها بعيدا عن العاصمة! ومعناه أن يزيدا لم يصل إلى سور القسطنطينية ولم يضرب باب سورها بسيفه أو