أحب قومه ليس هو من الأنصار! فذهبت فأدخلته فقال: يا أنس قرب إليه الطير، قال فوضعته بين يدي رسول الله فأكلا جميعا! قال محمد بن الحجاج: يا أنس كان هذا بمحضر منك؟ قال: نعم. قال أعطي بالله عهدا أن لا انتقص عليا بعد مقامي هذا، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشنت له وجهه)!! (راجع أمالي الصدوق / 753 واعتراف أنس بكذبه ودعاء علي (عليه السلام) عليه. ونفحات الأزهار للسيد الميلاني: 13 / 16، وهو مجلد خاص بحديث الطائر المشوي وعجائبه، وعجائب القوم فيه).
وفوق شهادة أنس على نفسه وكلامه غير المعقول عن تعامل النبي (صلى الله عليه وآله) مع والدته، شهادة الإمام محمد الباقر عليه بأنه يكذب للحكام! قال (عليه السلام): (إن أول ما استحل الأمراء العذاب لكذبة كذبها أنس بن مالك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه سمر يد رجل إلى الحائط! ومن ثم استحل الأمراء العذاب)! (علل الشرائع: 2 / 541).
الرابعة، لو سلمنا صحة الحديث المزعوم وأن معاوية كان في غزوة قبرص، فإن أول من غزا في البحر ليس هو بل العلاء بن الحضرمي عامل النبي (صلى الله عليه وآله) على البحرين! فقد اتفقت مصادر الحديث والسيرة على أن عمر كان يخاف من ركوب البحر فنهى عنه، لكن العلاء الحضرمي (رحمه الله) خالفه فغزا فارس بالسفن من البحرين وفتح الأهواز واصطخر، فغضب عليه عمر وعزله!
ففي تاريخ الطبري: 3 / 177: (واستعمله عمر ونهاه عن البحر فلم يقدر في الطاعة والمعصية وعواقبهما، فندب أهل البحرين إلى فارس فتسرعوا إلى ذلك، وفرقهم أجنادا على أحدهما الجارود بن المعلى، وعلى الآخر السوار بن همام، وعلى الآخر خليد بن المنذر ابن ساوى، وخليد على جماعة الناس، فحملهم في البحر إلى فارس بغير إذن عمر وكان عمر لا يأذن لأحد في ركوبه غازيا، يكره التغرير بجنده استنانا بالنبي (ص) وبأبي بكر! لم يغز فيه النبي (ص) ولا أبو بكر،