أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا. قالت أم حرام: قلت يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم. ثم قال النبي (ص): أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم! فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا). انتهى.
وقصدهم أن معاوية أول من غزا في البحر لفتح قبرص فقد أوجب، أي استحق الجنة فلا يضره بعد ذلك خروجه على علي (عليه السلام) وقتله مئات الألوف من المسلمين ليتأمر عليهم! كما أن يزيدا كان قائد أول جيش غزا القسطنطينية فهو مغفور له ولا يضره بعدها قتله الحسين (عليه السلام) وأصحابه في كربلاء، وقتله خيار الصحابة والتابعين واستباحته المدينة في وقعة الحرة، ثم رميه الكعبة بالمنجنيق!
قال في فتح الباري: 6 / 74: (قال المهلب: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر، ومنقبة لولده يزيد لأنه أول من غزا مدينة قيصر). انتهى.
وقد كذبوا في غزوة معاوية لقبرص، كما كذبوا في غزوة يزيد، ثم كذبوا في هذا الحديث لجعل الكذبيتين منقبتين!
وقد فرح ابن تيمية بهذه المنقبة ليزيد، فقد (وجد) شهادة من النبي (صلى الله عليه وآله) تسقط عن صاحبه جميع جرائمه في سفك دماء أهل البيت والصحابة ومهاجمة الكعبة فكرر حديث الغفران ليزيد في كتبه! قال منهاج السنة: 4 / 544: (فإنه غزا القسطنطينية في حياة أبيه معاوية وكان معهم في الجيش أبو أيوب الأنصاري وذلك الجيش أول جيش غزا القسطنطينية، وفي صحيح البخاري عن ابن عمر عن النبي (ص) أنه قال أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور لهم). وقال في: 4 / 571: (وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد والجيش عدد معين لا مطلق، وشمول المغفرة لآحاد هذا الجيش أقوى من شمول اللعنة لكل واحد واحد من الظالمين فإن هذا أخص والجيش معينون، ويقال إن يزيد إنما غزا القسطنطينية لأجل هذا