عهد أخيك إن خفت أن يهراق في محجمة من دم فادفني بالبقيع مع أمي أذكرك الله أن تسفك الدماء! وحسين يأبى دفنه إلا مع النبي (ص) وهو يقول ويعرض مروان لي ماله ولهذا؟! قال فقال المسور بن مخرمة: يا أبا عبد الله إسمع مني قد دعوتنا بحلف الفضول وأجبناك، تعلم أني سمعت أخاك يقول قبل أن يموت بيوم: يا ابن مخرمة إني قد عهدت إلى أخي أن يدفنني مع رسول الله (ص) إن وجد إلى ذلك سبيلا، فإن خاف أن يهراق في ذلك محجم من دم فليدفني مع أمي بالبقيع، وتعلم أني أذكرك الله في هذه الدماء! ألا ترى ما هاهنا من السلاح والرجال، والناس سراع إلى الفتنة. قال: وجعل الحسين يأبى وجعلت بنو هاشم والحلفاء يلغطون ويقولون لا يدفن إلا مع رسول الله (ص)! قال الحسن بن محمد سمعت أبي يقول لقد رأيتني يومئذ وإني لأريد أن أضرب عنق مروان، ما حال بيني وبين ذلك أن لا أكون أراه مستوجبا لذلك، إلا أني سمعت أخي يقول إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني بالبقيع! فقلت لأخي: يا أبا عبد الله وكنت أرفقهم به: إنا لا ندع قتال هؤلاء جبنا عنهم ولكنا إنما نتبع وصية أبي محمد، إنه لو قال والله أدفنوني مع النبي (صلى الله عليه وآله) لمتنا من آخرنا أو ندفنه مع النبي، ولكنه خاف ما قد ترى! فقال: إن خفتم أن يهراق في محجم من دم فادفنوني مع أمي، فإنما نتبع عهده وننفذ أمره). (ورواه ابن سعد في القسم غير المطبوع من الطبقات، في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) وقد طبعه السيد الطباطبائي (رحمه الله) / 86).
وأبناء جعونة بن شعوب الذين كان كبيرهم شاهرا سيفه مع الحسين (عليه السلام)، عدهم ابن حبيب في المنمق / 249 والسدوسي في نسب قريش / 11 في (من دخل في قريش في الإسلام بغير حلف إلا بصهر أو بصداقة أو برحم أو بجوار أو ولاء) وأصلهم من بني ليث من قبيلة عامر بن صعصعة، ومن مواليهم نافع