لطغيان بني عبد الدار وأمثالهم من قبائل قريش، وظلمهم للناس خاصة في موسم الحج، فكانت ردة فعلهم أنهم تحالفوا ضده مع بني سهم فبادر هو إلى حلف المطيبين، وأجابوه هم بحلف لعقة الدم، وتهيؤوا لقتاله!
وفي عام حرب الفجار ضج التجار والحجاج من اليمن وغيرها من ظلم بعض قبائل لعقة الدم خاصة بني سهم وكانت لهم قصص في الظلم، حتى أن أحد بني زبيد صعد جبل أبي قبيس وصاح شعرا يستنكر ظلم العاص بن وائل السهمي له وأكله لثمن بضاعته جهارا نهارا، وقد ناصره زعماء قريش من بني عبد الدار وغيرهم! (فأعظم الزبير بن عبد المطلب ذلك وقال: يا قوم إني والله لأخشى أن يصيبنا ما أصاب الأمم السالفة من ساكني مكة فمشى إلى ابن جدعان وهو يومئذ شيخ قريش فقال له في ذلك وأخبره بظلم بني سهم وبغيهم). (الأغاني: 17 / 299).
وجمع الزبير رؤساء قبائل حلف الفضول في دار ابن جدعان وجدده، وحضر الجلسة النبي (صلى الله عليه وآله) وكان عمره الشريف عشرين سنة، وقال عنه: (شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلام فما أحب أن لي به حمر النعم). (مسند أحمد: 1 / 190 ومستدرك الحاكم: 2 / 220، وصححه، وسنن البيهقي: 6 / 367، والطبقات: 1 / 128، وأدب البخاري / 125، الآحاد والمثاني للضحاك: 1 / 49، وصحيح ابن حبان: 10 / 216، ومسند أبي يعلى: 2 / 157، وصححه، وفتح الباري: 10 / 419، ومسند الشاشي: 1 / 271، وتهذيب الأسماء: 3 / 181، وسير الذهبي: 12 / 170، وأنساب الأشراف / 11، واليعقوبي: 1 / 248، و: 2 / 17، والتنبيه والإشراف / 180، وسيرة ابن كثير: 1 / 101، و 257, وأخبار مكة للفاكهي: 5 / 175 والمنمق / 52، و 186، والفايق للزمخشري: 2 / 312 وفيه: وفي رواية: لقد شهدت في دار ابن جدعان حلفا لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت). انتهى. قال ابن تيمية في قاعدة في المحبة / 124: (والتحالف عام لبني آدم وهم في جاهليتهم تارة يتحالفون تحالفا يحبه الله كما قال النبي (ص): لقد شهدت حلفا مع عمومتي في دار عبد الله بن جدعان ما يسرني بمثله حمر النعم، أو قال ما