أقر له بحقه وأسأله إياه، قال: أو تشتريه منه، قال: فأنا أشتريه منه! قال: فما انتهى إلى الرابعة، قال لمعاوية كما قال للحسين إن دعاني إلى حلف الفضول أجبته! قال معاوية: لا حاجة لنا بهذه). (تاريخ دمشق: 59 / 180، وأنساب الأشراف / 14).
أقول: هدف ابن الزبير من حماسته للإمام الحسين (عليه السلام) أن يثبت أن قبيلته بني أسد عبد العزى عضو في حلف الفضول، والصحيح أنهم ليسوا منه ففي التذكرة الحمدونية / 610، ونحوه في الأغاني: 17 / 300: (فتحالف بنو هاشم وبنو المطلب وبنو زهرة وبنو تيم: بالله إنا ليد واحدة على الظالم حتى يرد الحق، وخرجت سائر قريش من هذا الحلف. إلا أن ابن الزبير ادعاه لبني أسد في الإسلام. وسأل معاوية جبير بن مطعم عن دعوى ابن الزبير في ذلك فقال جبير: هذا هو الباطل)!
والحادثة الأهم عندما منعوه أن يزور بجنازة أخيه (عليهما السلام) قبر النبي (صلى الله عليه وآله)! ومعنى ندائه (عليه السلام) بحلف الفضول أنه وقف وشهر سيفه ونادى: يا لحلف الفضول، أو نادى: يا أصحاب حلف الفضول. فهذه عادة العرب في الدعوة بالحلف.
وقد بينت رواياتهم من استجاب له ففي تاريخ دمشق: 13 / 291: (وصاح مروان في بني أمية ولفها وتلبسوا السلاح وقال مروان: لا كان هذا أبدا! فقال له حسين: يا ابن الزرقاء ما لك ولهذا أوال أنت؟ قال: لا كان هذا ولا يخلص إليه وأنا حي! فصاح حسين بحلف الفضول فاجتمعت بنو هاشم، وتيم، وزهرة، وأسد، وبنو جعونة بن شعوب من بني ليث قد تلبسوا السلاح. وعقد مروان لواء، وعقد حسين بن علي لواء، فقال الهاشميون: يدفن مع النبي (ص) حتى كانت بينهم المراماة بالنبل! وابن جعونة بن شعوب يومئذ شاهر سيفه! فقام في ذلك رجال من قريش: عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، والمسور بن مخرمة بن نوفل، وجعل عبد الله بن جعفر يلح على حسين وهو يقول: يا ابن عم ألم تسمع إلى