فقلت: يا مروان إتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرا فأشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ليس بفرار. وأشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول في حسن: اللهم أني أحبه فأحبه وأحب من يحبه! قال مروان: إنك والله أكثرت على رسول الله الحديث فلا نسمع منك ما تقول، فهلم غيرك يعلم ما تقول؟ قال قلت: هذا أبو سعيد الخدري! قال مروان: لقد ضاع حديث رسول الله حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري، والله ما أبو سعيد الخدري يوم مات رسول الله إلا غلام! ولقد جئت أنت من جبال دوس قبل وفاة رسول الله بيسير فاتق الله يا أبا هريرة! قال قلت: نعم ما أوصيت به، وسكت عنه). (تاريخ دمشق: 13 / 288، ورواه ابن سعد في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) / 92، وبتره الذهبي في سيره: 3 / 275!). وهو يدل على استهانة السلطة بأبي هريرة وأبي سعيد وعدم ثقتها بهما، لكنها في نفس الوقت تبنتهما لرواية أحاديثها! وقد مر عتب مروان على أبي هريرة بقوله: (ما وجدت عليك في شئ منذ اصطحبنا إلا في حبك الحسن والحسين)! فأجابه أبو هريرة بحديث نبوي في فضلهما (عليهم السلام). (تهذيب الكمال: 6 / 230).
وفي العقد الفريد / 1076: (وقال أبو هريرة لمروان: علام تمنع أن يدفن مع جده فلقد أشهد أني سمعت رسول الله (ص) يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال له مروان: لقد ضيع الله حديث نبيه إذ لم يروه غيرك. قال: أما إنك إذ قلت ذلك، لقد صحبته حتى عرفت من أحب ومن أبغض ومن نفى ومن أقر، ومن دعا له ومن دعا عليه). (وأنساب الأشراف / 3 / 16 وفي طبعة / 748، وشرح النهج: 16 / 14. ونحوه في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من الطبقات / 93، وتاريخ دمشق: 10 / 157). وهذا أقصى مواجهة أبي هريرة لمروان، فقد عرض بمروان أنه وأباه ملعونان على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنه طردهما ونفاهما من المدينة!