ليدفن مع أبيه فمنع، أكانوا قد ظلموه؟ فقالوا: نعم. قال: فهذا ابن نبي الله (ص) قد جئ ليدفن مع أبيه). (وتاريخ دمشق: 13 / 288، وتهذيب التهذيب: 6 / 254، وترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من الطبقات / 85).
وفي أنساب الأشراف للبلاذري / 749: (وقال أبو سعيد الخدري وأبو هريرة لمروان: تمنع الحسن من أن يدفن مع جده! وقد قال رسول الله: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؟! فقال مروان: لقد ضاع حديث رسول الله إن كان لا يرويه إلا مثلك ومثل أبي هريرة). انتهى.
وقد تجرأ أبو هريرة وناقش عائشة كيف رضيت بدفن الإمام الحسن (عليه السلام) مع جده (صلى الله عليه وآله) ثم حركها معاوية ومروان فتراجعت! فقال أبو هريرة: (أتنفسون على ابن نبيكم (صلى الله عليه وآله) بتربة تدفنونه فيها وقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه). (وتاريخ دمشق: 13 / 294، وسنن البيهقي: 4 / 29، وتهذيب التهذيب: 2 / 260، وأحكام الجنائز للألباني / 100، وقال: أخرجه الحاكم (3 / 171) والبيهقي (4 / 28) وزاد في آخره: فقال أبو هريرة أتنفسون على ابن نبيكم بتربة تدفنونه فيها وقد سمعت رسول الله يقول : من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني. وأخرجه أحمد أيضا (2 / 531) بهذه الزيادة ولكنه لم يسق قصة تقديم سعيد للصلاة وإنما أشار إليها بقوله: فذكر القصة. ثم قال الحاكم: صحيح الاسناد ووافقه الذهبي. والحديث أورده الهيثمي في المجمع (3 / 31) بتمامه مع الزيادة ثم قال: رواه الطبراني في (الكبير) والبزار ورجاله موثقون). انتهى.
ثم ناقش الألباني الحافظ لأنه ضعفه في التلخيص (5 / 275) بأحد رواته سالم بن أبي حفصة.
وكان أبو هريرة يروي موقفه يوم شهادة الإمام الحسن (عليه السلام) فيقول: (قاتل الله مروان قال: والله ما كنت لا أدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله وقد دفن عثمان بالبقيع