النبوية لأنها لا يمكن أن تبيعها أو توصي بها إلى أحد!
الثاني، أن قول الإمام الحسين (عليه السلام): (وتالله يا عائشة لو كان هذا الذي كرهتيه من دفن الحسن عند أبيه رسول الله صلوات الله عليهما جائزا فيما بيننا وبين الله لعلمت أنه سيدفن وإن رغم معطسك) يدل على دفن الإمام الحسن (عليه السلام) إلى جنب النبي (صلى الله عليه وآله) لم يكن جائزا في ذلك الوقت بسبب وصية الإمام الحسن (عليه السلام) والضرر الذي يترتب من فتح المعركة مع معاوية، وإلا فهو جائز لعترة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام الحسين (عليه السلام) هو المتولي الشرعي للقبر الشريف.
كما يدل قوله (عليه السلام) لعائشة: (لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعاول) على وجود حكم خاص للحفر والتصرف عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله).
والثالث، أن الإمام الحسن (عليه السلام) لم يوص بدفنه إلى جنب جده (صلى الله عليه وآله) ولا أراد الإمام الحسين (عليه السلام) ذلك، لكن السلطة استنفرت فجورا وعداء لأهل البيت (عليهم السلام)!
والسؤال: ما هو السبب الحقيقي لتغير رأي عائشة إلى النقيض؟ فبعد أن قالت كما رووا عنها: (نعم، بقي موضع قبر واحد قد كنت أحب أن أدفن فيه، وأنا أؤثرك به). (تاريخ دمشق: 13 / 289) (قالت: نعم وكرامة). (سير أعلام النبلاء: 3 / 277).
ثم نقضت كلامها وأتت من بيتها مسرعة على بغل وقالت: (والله إنه لبيتي أعطانيه رسول الله في حياته! وما دفن فيه عمر وهو خليفة إلا بأمري، وما آثر علي عندنا بحسن). (لا يكون أبدا، يدفن ببقيع الغرقد ولا يكون لهم رابعا!) (تاريخ دمشق: 13 / 293).
والجواب: أن معاوية هو الذي فتح المعركة وأدارها، وعين مروان قائدا لأنه يتميز بحقده على بني هاشم أكثر من حاكم المدينة سعيد! ولا بد أنه أرسل إلى عائشة تهديدا وتطميعا، فتراجعت.