فأخذ الحسن بيده فأجلسه ثم قام فقال: أيها الذاكر عليا، أنا الحسن وأبي علي وأنت معاوية وأبوك صخر، وأمي فاطمة وأمك هند وجدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجدك حرب، وجدتي خديجة وجدتك قتيلة، فلعن الله أخملنا ذكرا وألأمنا حسبا وشرنا قدما وأقدمنا كفرا ونفاقا. فقال طوائف من أهل المسجد: آمين. قال فضل: فقال يحيى بن معين: ونحن نقول: آمين. قال أبو عبيد: ونحن أيضا نقول: آمين. قال أبو الفرج. وأنا أقول. آمين).
لكن الصحيح رواية المستطرف: 1 / 157 و 289، والإتحاف 10، ونزهة الناظر للحلواني / 74، والتذكرة الحمدونية / 708، واللفظ للأول: (لما قدم معاوية المدينة صعد المنبر فخطب وقال: من ابن علي ومن علي؟! فقام الحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا جعل له عدوا من المجرمين، فأنا ابن علي وأنت ابن صخر، وأمك هند وأمي فاطمة، وجدتك قتيلة وجدتي خديجة، فلعن الله ألأمنا حسبا وأخملنا ذكرا، وأعظمنا كفرا، وأشدنا نفاقا! فصاح أهل المسجد: آمين آمين. فقطع معاوية خطبته ودخل منزله). انتهى.
إنه منطق النبوة الرباني في مواجهة منطق الجاهلية الشيطاني! وصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث قال: الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا!
ومما يؤيد أن الحادثة كانت في المدينة أن الإمام الحسين (عليه السلام) اعترض على معاوية في حج سنة 51 بعد قتله حجرا (رحمه الله) لنيله من علي (عليه السلام) وقال له كما في الإحتجاج: 2 / 19: (ولقد بلغني وقيعتك في علي وقيامك ببغضنا واعتراضك بني هاشم بالعيوب). انتهى. ويبدو أن صاحب الغدير (رحمه الله) تنبه إلى أن هذا الحديث وقع في المدينة وليس في الكوفة: (10 / 160). وسيأتي أن معاوية لم يجرؤ على لعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حياة الإمام الحسن (عليه السلام) وسعد بن أبي وقاص.
* *