لقد جاءت خطبته في معسكر النخيلة بالكوفة إعلانا أمويا كاملا بانتهاء العهد النبوي الإسلامي وقيام الإمبراطورية الأموية! وقد تكلم الرواة عن هذه الخطبة بتذمر ولم ينقلوها كاملة، لكن كل فقرة نقلوها منها جاءت معولا في هدم الإسلام، وطعنا للنبي وأهل بيته (صلى الله عليه وآله) وشيعتهم! قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين / 45: (وسار معاوية حتى نزل النخيلة، وجمع الناس بها فخطبهم قبل أن يدخل الكوفة خطبة طويلة، لم ينقلها أحد من الرواة تامة وجاءت مقطعة في الحديث، وسنذكر ما انتهى الينا من ذلك! فحدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار.... عن الشعبي قال: خطب معاوية حين بويع له فقال: ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها ثم إنه انتبه فندم فقال: إلا هذه الأمة فإنها وإنها.... عن أبي إسحاق قال: سمعت معاوية بالنخيلة يقول: ألا إن كل شئ أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به! قال أبو إسحاق: وكان والله غدارا.... عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال: صلى بنا معاوية بالنخيلة الجمعة في الصحن ثم خطبنا فقال: إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا! إنكم لتفعلون ذلك وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون! قال شريك في حديثه: هذا هو التهتك). انتهى.
وفي الصراط المستقيم للبياضي: 3 / 48: (وروى الأعمش أنه لمام قدم الكوفة قال: ما قتلتكم على أن تصلوا وتصوموا.... فقال الأعمش: هل رأيتم رجلا أقل حياء منه؟ قتل سبعين ألفا فيهم عمار وخزيمة وحجر وعمرو بن الحمق ومحمد بن أبي بكر والأشتر وأويس وابن صوحان وابن التيهان وعائشة وابن حسان! ثم يقول هذا)! ويبدو أن معاوية قال ذلك في سفرة أخرى، بعد قتل حجر سنة 51.
وقال في شرح الأخبار: 2 / 158: (فقال في خطبته: إنه لم تختلف أمة بعد نبيها