مسكين معاوية! فقد كان يحلم أن يتأمر على رقاب العرب والمسلمين، ويبني لأسرته إمبراطورية تمتص دولة نبي بني هاشم (صلى الله عليه وآله) الإسلامية، وتمتد في ذريته سلالات (خلفاء الله في أرضه) كقياصرة الروم وأكاسرة الفرس! وقد دفع لذلك ثمنا باهظا من إزهاق أرواح الناس وهدر كراماتهم وأموالهم!
لكنه لم يكن يعلم أن ابنه يزيدا سوف يدمر كل ما بناه في سنتين، ثم] اتي حفيده معاوية بن يزيد فيعلن للمسلمين (إن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى به وأحق فركب منه ما تعلمون حتى صار مرتهنا بعمله، ثم تقلده أبي ولقد كان غير خليق به فركب ردعه واستحسن خطأه) (البدء والتاريخ / 454، وتاريخ مختصر الدول / 91).
وأنه سيطلب من بني أمية أن يفوضوه ليرجع الخلافة إلى أهلها! وأن بني أمية سيدفنونه مع أستاذه، ولا يبقى من ذرية معاوية إلا أطفال يزيد الصغار! فيتلقفها العجوز مروان بن الحكم وبنوه ويطفؤون ذكر آل أبي سفيان، بل سيصفه عبد الملك بالمداهن، ويصف يزيدا بالمأبون! (العقد الفريد / 1103)!
وبسبب هذه الحقيقة أجاب الإمام الصادق (عليه السلام) عن سؤال عن العقل و (عقل) معاوية فقال: (العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان، أما الذي كان في معاوية فهو الشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل). (الكافي: 1 / 11). وكيف يكون عاقلا من يسفك دماء الآلاف ويرتكب العظائم لهدف تافه وحلم زائل؟!