عمرو، وقال: هذا من رأيك). انتهى.
أقول: بخل علينا الرواة على عادتهم، فلم ينقلوا إلا يسيرا من خطبة الإمام الحسن (عليه السلام)! ويظهر من مجموع نصوصها أنها كانت خطبة قوية صريحة، أفاض فيها الإمام (عليه السلام) في الثناء على الله تعالى والرضا بمقاديره في الأمم بعد أنبيائها (عليهم السلام)، وكشف للأمة طرفا من مؤامرة قريش على العترة النبوية، وزيف ما يدعيه معاوية من حق قريش وبني أمية في قيادة أمة النبي (صلى الله عليه وآله)!
ففي المناقب: 3 / 196: (وإن معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الأمة وحقن دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه وأن يكون ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر! وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين).
وروى سليم بن قيس (رحمه الله) / 485، فقرات من أول الخطبة، قال: (قام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) على المنبر حين اجتمع مع معاوية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إن معاوية زعم أني رأيته للخلافة أهلا ولم أر نفسي لها أهلا، وكذب معاوية! أنا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله. فأقسم بالله لو أن الناس بايعوني وأطاعوني ونصروني لأعطتهم السماء قطرها والأرض بركتها ولما طمعت فيها يا معاوية. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما ولت أمة أمرها رجلا قط وفيهم من هو أعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل! وقد ترك بنو إسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون أن هارون خليفة موسى! وقد تركت الأمة عليا وقد سمعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي. وقد هرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قومه وهو يدعوهم إلى الله حتى فر إلى