ومحمد من آل عبد المطلب، جاءنا طائعا واعترف بحقنا نحن بني أمية، وبالخصوص آل أبي سفيان، وشهد على نفسه وأبيه وجده بأنا نحن معدن الحق وأهل القيادة دونهم! فقم يا حسن فبايع! وبهذا يلغي معاوية النبوة والوحي والإسلام كليا من صراع بني أمية وقبائل قريش مع النبي (صلى الله عليه وآله)! فالمؤمن بالإسلام لا يمكنه أن يتكلم بمثل هذا المنطق!
3 - أن الإمام الحسن (عليه السلام) لم تهتز منه شعرة لمنطق معاوية الفرعوني، فتصدى له بمنطق النبوة، فتحدث بعمق وصراحة عن بعثة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) وما خصه الله تعالى به، وعن موقف المكذبين القرشيين بقيادة أبي سفيان ومعه أولاده وابنه معاوية، والحقوق الشرعية التي ترتبت عليهم، حتى صاروا أسرى حرب للنبي وآله (صلى الله عليه وآله) في فتح مكة! وأفاض في موقف المؤمنين بالنبي (صلى الله عليه وآله) وفي طليعتهم علي (عليه السلام) والعترة، وما وفقهم الله اليه من نصرة النبي (صلى الله عليه وآله) وما رتبه لهم من حقوق بنص كتابه ونص نبيه (صلى الله عليه وآله)، وما خصهم به من فرض طاعتهم على جميع الأمة، بمن فيها الصحابة والقرشيين الأسرى الطلقاء!
4 - أن الإمام (عليه السلام) كان يرى أنه اضطر إلى بيعة الطاغية معاوية والتنازل له عن الحكم، لكنه غير مضطر أبدا إلى مداراته والسكوت على منطقه الجاهلي، ولذلك كان دائما قويا في بيان الحق وقمع باطل معاوية وإفحامه، فيجب عنده أن يسجل موقفه للأجيال وأن يلفت الأمة التي استسلمت لمعاوية وتركت عترة نبيها (صلى الله عليه وآله) أي طريق ضلال اختارته! وفي بلعوم أي طاغية وضعت نفسها!
5 - من الطبيعي بمقتضى الصلح، أن يخطب معاوية عند قدومه إلى الكوفة، ويخطب الإمام الحسن (عليه السلام) فيعلن للمسلمين تنازله عن الحكم لمعاوية! لهذا