الحق وقد صارعكم النكوص وخامركم الطغيان والجحود، أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟! والسلام على من اتبع الهدى!
فقال معاوية: والله ما نزل الحسن (عليه السلام) حتى أظلمت علي الأرض وهممت أن أبطش به، ثم علمت أن الإغضاء أقرب إلى العافية). انتهى.
* * نلاحظ في هذه الخطبة:
1 - أن هذا الشموخ في شخصية الإمام (عليه السلام) ناشئ من عالمه السامي الذي يعيش فيه (عليه السلام)، وهذا ما لا يفهمه بعضهم فيتصورونه تكبرا! قال ابن شعبة في تحف العقول / 234: قيل للإمام الحسن (عليه السلام): (إن فيك عظمة فقال (عليه السلام): بل في عزة، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). (ورواه الزمخشري في ربيع الأبرار / 638، والتوحيدي في البصائر / 27، وفي نثر الدرر للآبي / 150، ونزهة الناظر للحلواني / 74، ومناقب آل أبي طالب: 3 / 176).
وفي عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 176: (وكان نقش خاتم الحسن بن علي (عليهما السلام): العزة لله، وكان نقش خاتم الحسين: إن الله بالغ أمره).
2 - أن منطق معاوية مع الإمام الحسن (عليه السلام) هو نفس منطق أبي سفيان مع النبي (صلى الله عليه وآله) فهو يقوم على تسقيط الآخرين، والفرعنة والعلو بدون دليل! ويفتقر إلى الحد الأدنى من اللياقة التي يستعملها رؤساء القبائل عادة في مثل هذه المناسبة! فلو كان المتكلم بدل معاوية الأحنف بن قيس رئيس بني تميم، وحتى الأشعث رئيس كندة، عدو علي والحسن (عليها السلام)، لقالا كلاما فيه شئ من اللياقة! أما معاوية فقد أفرغ كل سمه و (يهوديته) في كلامه فقال:
(أيها الناس، هذا الحسن بن علي وابن فاطمة رآنا للخلافة أهلا ولم ير نفسه لها أهلا، وقد أتانا ليبايع طوعا. ثم قال: قم يا حسن)!
فانظر إلى قوله (ابن علي وابن فاطمة) الذي يقصد به أن الحسن وارث علي