عليكم غنائمكم وأن يقسم فيكم فيأكم، ثم أقبل على معاوية فقال: أكذاك؟ قال: نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية: وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين، فاشتد ذلك على معاوية فقالوا: لو دعوته فاستنطقته يعني استفهمته ما عنى بالآية؟ فقال مهلا فأبوا عليه فدعوه فأجابهم فأقبل عليه عمرو فقال له الحسن: أما أنت فقد اختلف فيك رجلان رجل من قريش ورجل من أهل المدينة فادعياك فلا أدري أيهما أبوك!
وأقبل عليه أبو الأعور فقال له الحسن: ألم يعلن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان؟! وهذا اسم أبي الأعور! ثم أقبل عليه معاوية يعينهما فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله لعن قائد الأحزاب وسائقهم، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي)! (ورواه في ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من طبقات ابن سعد / 79).
أقول: لقد خلط الرواة بين خطب للإمام الحسن (عليه السلام) أحدها هذه في الكوفة، والثانية جوابا على كلام معاوية ولعلها كانت في المدينة. وثالثتها المناظرة الصاخبة القاصعة بينه وبين معاوية ووزرائه، وهي التي طعن فيها في نسب ابن العاص وغيره وقد جعلتها رواية الذهبي جزء من خطبته (عليه السلام) في الكوفة!
وينبغي الإلفات إلى أن مقولة أن الإمام الحسن (عليه السلام) كان في لسانه تأتأة، قد تسربت إلى بعض مصادرنا! والفأفأة: تكرار التاء في أول الكلام. والرثة بالثاء والضم: العجمة في الكلام وعدم بيان حروفه، والرتة: بالتاء أشد منها وهي إدغام حرف في حرف وعدم بيان الحروف. (منتهى المطلب: 1 / 372، وصحاح الجوهري: 1 / 249، ولسان العرب: 2 / 34) وهذا عيب مكذوب على الإمام الحسن (عليه السلام) وأراد الراوي تخفيف ذلك بتشبيهه بموسى (عليه السلام) لكن دعاءه (عليه السلام): واحلل عقدة من لساني. وقوله: ويضيق صدري ولا ينطلق لساني. لا يدل على أنه كان مصابا بالفأفأة أو الرتة أو