والحبوب وسائر المرافق بما تجاوز حدود العوائد وعجز وجدهم عنه فكان ثمن مكيال القمح الذي يسمونه البرشالة ويتبايعون به مقداره اثنا عشر رطلا ونصف مثقالين ونصفا من الذهب العين وثمن الشخص الواحد من القر ستين مثقالا ومن الضان سبعة مثاقيل ونصفا وأثمان اللحم من الجيف الرطل من لحم البغال والحمر بثمن المثقال ومن الخيل بعشرة دراهم صغار من سكتهم تكون عشر المثقال والرطل من الجلد البقري ميتة أو مذكى بثلاثين درهما والهر الداجن بمثقال ونصف والكلب بمثله والفار بعشرة دراهم والحية بمثله والدجاجة بثلاثين درهما والبيض واحدة بستة دراهم والعصافير كذلك والأوقية من الزيت باثني عشر درهما ومن السمن بمثلها ومن الشحم بعشرين ومن الفول بمثلها ومن الملح بعشرة ومن الحطب كذلك والأصل الواحد من الكرنب بثلاثة أثمان المثقال ومن الخس بعشرين درهما ومن اللفت بخمسة عشر درهما والواحد من القثاء والفقوس بأربعين درهما والخيار بثلاثة أثمان الدينار والبطيخ بثلاثين درهما والحبة من التين والأجاص بدرهمين واستهلك الناس أموالهم وموجودهم وضاقت أحوالهم واستفحل ملك يوسف بن يعقوب بمكانه من حصارها واتسعت خطة مدينة المنصورة المشيدة عليها ورحل إليها التجار بالبضائع من الآفاق واستبحرت في العمران بما لم تبلغه مدينة وخطب الملوك سلمه ووده ووفدت عليه رسل الموحدين وهداياهم من تونس وبجاية وكذل رسل صاحب مصر والشام وهديته واعتز اعتزاز الاكفاء له كما يأتي في أخباره وهلك الجند حامية بنى يغمراسن وقبيلتهم وأشرفوا على الهلاك فاعتزموا على الالقاء باليد والخروج بهم للاستماتة فكيف الله لهم الصنيع الغريب ونفس عن مخنقهم بمهلك السلطان يوسف بن يعقوب على يد خصى من العبيد فأسخطته بعض النزغات الملوكية فاعتمده في كسر بيته ومخدع نومه وطعنه بخنجر قطع أمعاءه وأدرك فسيق إلى وزرائه فمزقوه أشلاء ولم يبق شئ من بقايا عهدهم كما ذكرناه والامر لله وحده وأذهب الله العناء عن آل زيان وقومهم وساكني مدينتهم كأنما نشروا من أجداث وكتبوا لها في سكتهم ما أقرب فرج الله استغرابا لحادثتها (وحدثني) شيخنا محمد بن إبراهيم الأيلي قال جلس السلطان أبو زيان صبيحة يوم الفرج وهو يوم الأربعاء في خلوة زوايا قصره واستدعى ابن حجاف خازن الزرع فسأله كم بقي من الأهراء والمطامير المختومة فقال له انما بقي عولة اليوم وغد فاستوصاه بكتمانها وبينما هم في ذلك دخل عليه أخوه أبو حمو فأخبروه فوجم لها وجلسوا سكوتا لا ينطقون وإذا بالخادم دعد قهرمانة القصر من وصائف بيت السلطان أبى اسحق وحظية أبيهم خرجت من القصر إليهم وحيتهم تحيتها وقالت تقول لكم حظايا قصركم
(٩٦)