إلى جبل وانشريس إلى مرات الجعبات وصار التخم لملك بنى عبد الواد سك والبطحاء فمن قبليها مواطن بنى توجين ومن شرقيها مواطن مغراوة وكانت الفتنة بين بنى عبد الواد وبين هذين الحيين من أول دخولهم إلى التلول (وكان المولى) الأمير أبو زكريا بن أبي حفص يستظهر بهذين الحيين على بنى عبد الواد ويراغمهم بهم حتى كان من فتح تلمسان ما قدمناه وألبس جميعهم شارة الملك على ما ذكرناه ونذكره في أخبارهم فزاحموا يغمراسن بعدها بالمناكب وصرف هو إليهم وجه النقمة والحروب ولم يزل الشأن ذلك حتى انقرض ملك هذه الحيين لعهد ابنه عثمان بن يغمراسن وعلى يده ثم على يد بنى مرين من بعدهم كما يأتي ذكره (ولما رجع) يغمراسن بن زيان من لقاء بنى مرين بايسلى من نواحي وجدة وهلك مرجعه منها أنفذ يغمراسن العهد لابنه محمد الأمير بعده وزحف إلى بلاده فجاس خلالها ونازل حصونها فامتنعت عليه وأحسن محمد بن عبد القوى في دفاعه ثم زحف ثانية سنة خمسين إليهم فنازل حصن تافر كينت من حصونهم وكان به علي بن أبي زيان حافد محمد بن عبد القوى فامتنع به في طائفة من قومه ورجل يغمراسن كظيما ولم يزل يغمراسن بعدها يثير الغارات على بلادهم ويجمع الكتائب على حصونهم وكان بتافركينت صنيعة من صنائع بنى عبد القوى ونسبه في صنهاجة أهل ضاحية بجاية اختص بهذا الحصن ورسخت قدمه فيه واعتز بكثرة ماله وولده فأحسن الدفاع عنه وكان له مع يغمراسن في الامتناع عليه أخبار مذكورة حتى سطا به بنو محمد بن عبد القوى حين شرهوا إلى نقمته وأنفوا من استبداده فأتلفوا نفسه وتخطفوا نعمته فكان حتف ذلك الحصن في حتفه كما يأتي ذكره (وعند) ما شبت نار الفتنة بين يغمراسن ومحمد بن عبد القوى وصل محمد يده بيعقوب بن عبد الحق فلما نازل يعقوب تلمسان سنة سبعين بعد أن هدم وجدة وهزم يغمراسن بايسلى جاءه محمد بن عبد القوى بقومه من بنى توجين وأقام معه على حصارها ورحلوا بعد الامتناع عليهم فرجع محمد إلى مكانه ثم عاود يعقوب بن عبد الحق منازلة تلمسان سنة ثمانين وستمائة بعد ايقاعه بيغمراسن في خرزوزة فلقيه محمد بن عبد القوى بالقصبات واتصلت أيديهم على تخريب بلاد يغمراسن مليا ونازلوا تلمسان أياما ثم افترقوا ورجع كل إلى بلده (ولما) خلص يغمراسن بن زيان من حصاره زحف إلى بلادهم وأوطأ عسكره أرضهم فغلب على الضاحية وخرب عمرانها إلى أن تملكها بعده ابنه عثمان كما نذكره (وأما) خبره مع مغراوة فكان عماد رأيه فيهم التغريب بين بنى منديل بن عبد الرحمن للمنافسة التي كانت بينهم في رياسة قومهم ولما رجع من واقعة تلاغ سنة ست وستين وهي الواقعة التي هلك فيها ولده عمر زحف بعدها إلى بلاد مغراوة فتوغل فيها وتجاوزها إلى من
(٨٧)