ويقتصر على تازى وجهاتها فتم ذلك بينهما وانعقد وشهد الملا من مشيخة العرب وزناتة وأهل الأمصار واستحكم عقده وانكفأ الأمير أبو على إلى حضرة فاس مملكا وتوافت إليه بيعات الأمصار بالمغرب ووفودهم واستوسق أمره ثم اعتل على اثر ذلك واشتد وجعه وصار إلى حال الفوت وخشى الناس على أنفسهم تلاشى الامر بمهلكه فسايلوا إلى السلطان بتازى ثم نزع على الأمير أبى على وزيره أبو بكر بن النوار وكاتبه منديل بن محمد الكتاني وسائر خواصه ولحقوا بالسلطان وحملوه على تلافى الامر فنهض من تازى واجتمع إليه كافة بنى مرين والجند وعسكر على البلد الجديد وأقام محاصرا لها وابتنى دارا لسكناه وجعل لابنه الأمير أبى الحسن ما كان لأخيه أبى على من ولاية العهد وتفويض الامر وفرد أبو على بطائفة من النصارى المستخدمين بدولتهم كان قائدهم يمت إليه بخؤولة وضبط البلد مدة مرضه حتى إذا أفاق وتبين اختلال أمره بعث إلى أبيه في الصلح ويحتمل من المال والذخيرة من دراهم فأجابه لذلك وانعقد بينهما سنة خمس عشرة وخرج الأمير أبو على بخاصته وحشمه وعسكر بالزيتون من ظاهر البلد ووفى له السلطان بما اشترط وارتحل إلى سجلماسة ودخل السلطان إلى البلد الجديد ونزل بقصره وأصلح شؤون ملكه وأنزل ابنه الأمير أبا الحسن بالدار البيضاء من قصوره وفوض إليه في سلطانه تفويض الاستقلال وأذن له في اتخاذ الوزراء والكتاب ووضع العلامة على كتبه وسائر ما كان لأخيه ووفدت إليه بيعات الأمصار بالمغرب ورجعوا إلى طاعته ونزل الأمير أبو على لسجلماسة فأقام بها ملكا ودون الدواوين واستلحق واستركب وفرض العطاء واستخدم ظواعن العرب من المعقل وافتتح معاقل الصحراء وقصور تاورت وتيكورارين وتمنطيت وغزا بلاد السوس فافتتحها وتغلب على ضواحيها وأثخن في اعرابها من ذوي حسان والسفانات وزكنة حتى استقاموا على طاعته وبيت عبد الرحمن بن يدرأ أمير الأنصار بالسوس في تارودانت مقره فافتتحها عليه عنوة وقتله واصطلم نعمته وأباد سلطانه وأقام ابني مرين في بلاد القبلة ملكا وسلطانا وانتقض على السلطان سنة عشرين وتغلب على درعة وسما إلى طلب مراكش فعقد السلطان على حربه لأخيه الأمير أبى الحسن وجعله إليه وأغزاه ونهض على اثره واعتل بمراكش وثقف أطرافها وحسم عللها وعقد عليها الكندوز بن عثمان من صنائع دولتهم وقفل بعساكره إلى الحضرة ثم نهض الأمير أبو على سنة ثنتين وعشرين بجموعه من سجلماسة وأغذ السير إلى مراكش فاختلف عساكره بها قبل أن يجتمع لكندوز أمره فتقبض عليه وضرب عنقه ورفعه على القناة وملك مراكش وسائر ضواحيها وبلغ الخبر إلى السلطان فخرج من حضرته في عساكره بعد أن احتشد وأزاح العلل
(٢٤٤)