وعشرين طموحا إلى ملك مراكش مقر الدعوة ومنبعث الدعوة وأصل الخلافة وكان يؤمل لذلك زناتة؟؟ من خضد شوكة آل عبد المؤمن وتقليم أظافر بأسهم وردهم على أعقابهم أن يخلصوا إليه وتغلب على تلمسان سنة أربعين ودخل يغمراسن بن زيان في دعوته وصار فئة له وشيعة على عدوه كما ذكرناه فوصل به جناحه للمدافعة وناغاه بنو مرين في مراسلة ابن أبي حفص ومخاطبته والتخفيض عليه فيما يهمه من شأن عدوه وحمل ما يفتحون من بلاد المغرب على البيعة له والطاعة مثل فاس ومكناسة والقصر وكان هو يلاطفهم بالتحف والهدايا ويريهم البر في الكتاب والخطاب والمعاملة والتكريم للوفد غير سبيل آل عبد المؤمن فكانوا يجنحون بذلك إلى مراسلته وايفاد قرابتهم عليه وولى ابنه المستنصر بعده سنة سبع وأربعين فتقبل مذاهب أبيه وأوفى عليه بالايعاز إليهم بمنازلة مراكش وضمان الانفاق عليهم فيها فكان يبعث لذلك أحمالا من المال والسلاح وأعدادا وافرة من الخيل بمراكبها للحملان ولم يزل ذلك دأبه معهم ولما فعل أبو دبوس فعلته في نقض العهد واستجمع السلطان لمنازلته قدم بين يدي عمله مراسلة الخليفة المستنصر يخبره الخبر ويتلطف له في استنزال المدد فأوفد عليه ابن أخيه عامر بن إدريس بن عبد الحق وأصحبه عبد الله بن كندور لعبد الواد كبير بنى كمى وقريع يغمراسن الذي ثأر يغمراسن من أبيه كندور بأبيه زيان كما ذكرناه في أخبارهم وكان خلص إليه من حضرة المستنصر فلقاه مبرة وتكريما وأوفد معهم الكاتب أبا عبد الله محمد الكناني من صنائع دولة آل عبد المؤمن كان نزع إلى أخيه الأمير أبى يحيى لما رأى من اختلال الدولة وأنزله مكناسة وآثره بالصحبة والخلة فجمع له يعقوب بن عبد الحق في هذا الوفد من الاشراف من يحسن الرياسة ويعرب عما في ضمائر الناس ويدله على شرف مرسله فوفدوا على المستنصر سنة خمس وستين وأدوا رسالتهم وحركوا له جوار المظاهرة على صاحب مراكش؟؟ عنانه فحن واهتز سرورا من أعواده ولقاهم مبرة التكريم واحسان النزل ورد الأمير عامر بن إدريس وعبد الله بن كندور لوقتهما وتمسك بالكناني من بينهم لمصاحبة وفده فطال مقامه عنده إلى أن كان من فتح مراكش ما نذكره ثم أوفد المستنصر على السلطان يعقوب بن عبد الحق آخر سنة سبع وثمانين بعدها شيخ الجماعة من الموحدين لعهده أبا زكريا يحيى بن صالح الهنتائي مع جماعة من مشيخة الموحدين في مرافقة محمد الكناني وبعث معهم إلى السلطان هدية سنية يلاطفه بها ويتاحفه انتخب فيها من الجياد والسلاح وأصناف الثياب الغريبة العمل ما انتقاه ووفق رضاه وهمته على الاستكثار منه فحسن موقعها وتحدث وانقلب وفده أحسن منقلب بعد أن تلطف محمد الكناني في ذكر الخليفة المستنصر على منبر مراكش فتم له
(١٨١)