عن أهلها وأمنهم وأحسن في مخلف أبى يزيد وعياله وتوافى المدد إلى أبي يزيد ثالثة فاعتزم على صاحب القيروان وزحف إلى عسكر المنصور بساحتها فبيتهم واشتد الحرب واستمات الأولياء وافترقوا آخر نهارهم وعاودوا الزحف مرأت ووصل المدد إلى المنصور من الجهات حتى إذا كان منتصف المحرم كان الفتح وانهزم أبو يزيد وعظم القتل في البربر ورحل المنصور في اتباعه فمر؟؟ ثم تبسة حتى انتهى إلى باغاية ووافاه بها كتاب محمد بن خزر بالطاعة والولاية والاستعداد للمظاهرة فكتب إليه بترصد أبى يزيد والقبض عليه ووعده في ذلك بعشرين حملا من المال ثم رحل إلى طبنة فوافاه بها جعفر بن علي عامل المسيلة بالهدايا والأموال وبلغه أن أبا يزيد نزل بسكرة وانه كاتب محمد بن خزر يسأله النصرة فلم يجد عنده ما يرضيه فارتحل المنصور إلى بسكرة فتلقاه أهلها وفر أبو يزيد إلى بنى برزال بجبل سالات ثم إلى جبل كتامة وهو جبل عياض لهذا العهد وارتحل المنصور في أثره إلى ومرة وبيته أبو يزيد هنالك فانهزم ولم يظفر وانحاز إلى جبل سالات ثم لحق بالرمال ورجع عنه بنو كملان وأمنهم المنصور على يد محمد بن خزر وسار المنصور في التبعية حتى نزل جبل سالات وارتحل وراءه إلى الرمال ثم رجع ودخل بلاد صنهاجة وبلغه رجوع أبى يزيد إلى جبل كتامة فرجع إليه ونزل عليه المنصور في كتامة وعجيسة وزواوة وحشد بنى زنداك ومزاثة ومكناسة ومكلانة وتقدم المنصور إليه فقاتلوا أبا يزيد وجموع النكارية فهزموهم واعتصموا بجبل كتامة ورحل المنصور إلى المسيلة وانحصر أبو يزيد في قلعة الجبل وعسكر المنصور أزاءها واشتد الحصار وزحف إليها مرات ثم اقتحمها عليهم فاعتصم أبو يزيد بقصر في ذروة القلعة فأحيط به واقتحم وقتل أبو عمار الأعمى ويكموس المزاتي ونجا أبو يزيد مثخنا بالجراحة محمولا بين ثلاثة من أصحابه فسقط في مهواة من الأوعار فوهن وسيق من الغداة إلى المنصور فأمر بمداواته ثم أحضره ووبخه وأقام الحجة عليه وتجافى عن دمه وبعثه إلى المهدية وفرض له بها الجراية فجزاه خيرا وحمل في القفص فمات من جراحته سنة خمس وثلاثين وأمر به فسلخ وحشي جلده بالتبن وطيف به في القيروان وهرب الفل من أصحابه إلى ابنه فضل وكان مع معبد بن خزر فأغاروا على ساقة المنصور وكمن لهم زيرى بن مناد أمير صنهاجة فأوقع بهم ولم يزل المنصور في اتباعه إلى أن نزل المسيلة وانقطع أثر معبد ووافاه بمعسكره هنالك انتقاض حميد بن يصل عامل يتهرت من أوليائهم وانه ركب البحر من تنس إلى العدوة فارتحل إلى تيهرت وولى عليها وعلى تنس ثم قصد لوانة فهربوا إلى الرمال ورجع إلى إفريقية سنة خمس وثلاثين ثم بلغه ان فضل بن أبي يزيد أغار على جهات قصطيلة فرحل من سنته في طلبه وانتهى إلى قفصة
(١٦)