وفيه أيضا:
تغربت أسأل من عن لي * من الناس هل من صديق صدوق فقالوا أمران لا يوجدان * صديق صدوق وبيض الأنوق. (1) قوله (عليه السلام) روحي وروح العالمين له الفداء: " وبيض الأنوق " هذا مثال لما يمتنع وجوده، والأنوق - بالفتح - جمع الناقة، وامتناع الوجود في الباب واضح؛ لامتناع البيضة للناقة، نظير ذلك الأبلق العقوق، كما هو مقتضى كلام صاحب الصحاح حيث [قال]: إن الأبلق بمعنى الذكر. (2) والعقوق من العقاق، بالفتح، ومن الظاهر امتناع الحمل للذكر.
لكن ظاهر كلام صاحب الصحاح في مادة " عصم " (3) كونه وكذا ما قبله مثالا لما يندر وجوده، حيث إنه جعل كلا منهما مثالا لما يعز وجوده. ولا إشكال في أن الظاهر من عزة الوجود هو ندرة الوجود لا امتناعه.
وقد يمثل لنادر الوجود بالغراب الأعصم، وهو الذي في جناحه ريشة بيضاء، كما في الصحاح، (4) لكن في القاموس أنه أحمر الرجلين والمنقار، أو في جناحه ريشة بيضاء. (5) وقد يمثل لنادر الوجود ببارح الأروى أيضا، كما صرح به في الصحاح. (6) [اشعار مدح الاعتزال] وفيه أيضا:
تراب على رأس الزمان فإنه * زمان عقوق لازمان حقوق