متفقان أيضا على أنه حدث من حفظه ومما سلف له في أيدي الناس، أي:
مما رواه للراوين عنه، فهو كان يسمع ممن سمع منه، ويروي عمن يحكي له روايته ممن سمع منه.
وقد يقال: إن المقصود أنه حدث من حفظه ومما سلف له في أيدي الناس.
وهما متفقان أيضا على سكون الأصحاب إلى مراسيله، فقوله: " حدث من حفظه " من حد الاشتراك بين القائلين، وقوله: " فلذلك " (1) من كلام القائلين، وأما كون قوليه هذين (2) من كلام القائل الأخير فهو بعيد؛ إذ على هذا لا ثمرة في نقل كلام القائل الأول.
[تحليل عبارة النجاشي] وقد يتوهم أن قوله: " فلذلك " من كلام النجاشي، ولذا نسب إليه نقل الإجماع على قبول مراسيل ابن أبي عمير.
إلا أنه لعله خلاف ظاهر العبارة، مع أن النجاشي كيف يعلل سكون الأصحاب بكلام القائلين! مع عدم ثبوت صدقه عنده. فعلى ما ذكرنا لابد من كون مقصود القائلين أن محفوظه كان أخبارا مسانيد صحيحة، إلا أنه وقع الإرسال؛ لتطرق النسيان، فالتفريع في قوله: " فلذلك " لابد أن يكون مسبوقا بتفريع آخر هو وقوع الإرسال، ولا يصح ذلك التفريع إلا على تقدير كون المراد أن محفوظه كان مسانيد معتبرة.