وكونه في الحبس أربع سنين، فهلكت الكتب، وقيل: بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت، وحدثت من حفظه ومما كان سلف له في أيدي الناس، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله. (1) قال المحقق الشيخ محمد:
وغير خفي أن إرادة قبول المراسيل من هذا الكلام لا وجه لها؛ لأن ذهاب الكتب لا يقتضي قبول المراسيل، بل الذي يظهر لي أن الغرض من السكون إلى مراسيله عدم القدح فيها بسبب عدم الضبط؛ حيث إن كثرة الإرسال قد يظن منها ذلك. (2) أقول: إن الوجه المذكور خلاف ظاهر العبارة بلا شبهة، ويمكن أن يكون الغرض أن ابن أبي عمير كان لا يروي إلا عن ثقة، وإرساله إنما كان بواسطة هلاكة الكتب، فلهذا سكن الأصحاب إلى مراسيله.
[التنبيه] السابع والعشرون [في جبر السند بأصحاب الإجماع وعدمه] أنه قد يقال: إن ما اشتهر من أن ابن أبي عمير لا يرسل إلا عن ثقة يوهن ما اشتهر بين الأواخر من أن وجود بعض أصحاب الإجماع في السند يوجب انجبار ضعف من تقدم عليه بالإرسال أو غيره؛ إذ لو كان الأمر كذلك، لما كان حاجة إلى إظهار تلك الدعوى، وعلى ذلك المنوال حال دعوى عدم رواية ابن أبي عمير إلا عن ثقة.
لكنك خبير بأنه يمكن أن يكون دعوى الانجبار بواسطة القرائن بمعنى عدم رواية أصحاب الإجماع إلا ما كان مظنون الصدور لهم ولو بالقرينة، والظن