الصدر والذيل كما يظهر مما مر، والتنافي في الكلام صدرا وذيلا وأشد توهينا بالإضافة إلى منافاة كلام شخص مع كلامه الآخر، فتدبر.
ثانيها: ما نقله الكشي عن حمدويه من أن أيوب بن نوح دفع إليه دفترا فيه أحاديث محمد بن سنان فقال:
إن شئتم أن تكتبوا ذلك فافعلوا، فإني كتبت عن محمد بن سنان.
ولكن لا أروي لكم عنه شيئا، فإنه قال قبل موته: كل ما حدثتكم به لم أروه، ولم يكن لي سماعا ولا رواية إنما وجدته. (1) أقول: إن أيوب بن نوح قد علل عدم رضاه بالرواية عن محمد بن سنان بتصريح محمد بن سنان قبل الموت بأن تحمله كان بالوجادة، (2) وهذا مبني على كمال الاحتياط أو القول بعدم جواز الرواية بالوجادة، كما حكي القول به عن جماعة من القدماء، (3) فلا دلالة في مقالة أيوب بن نوح على ضعف حال محمد بن سنان والقدح فيه بوجه.
نعم، لو علل أيوب بن نوح عدم الرضا بالرواية بضعف حالها، (4) لاتجه دلالة مقالته على الضعف كما هو ظاهر، وكذا الحال لو سكت عن التعليل؛ إذ (5) الظاهر حينئذ كون عدم الرضا بالرواية من جهة ضعف الحال، فلا دلالة في مقالة أيوب بن نوح على ضعف حال محمد بن سنان بوجه.