والقول بالدلالة على المدح المعتد به.
وإليه العلامة البهبهاني.
واستدل سيدنا على القول بالدلالة على التوثيق بأن العين المذكور في التراجم إما أن يكون مأخوذا من العين بمعنى الباكية، أو من العين بمعنى الربيئة، أو من العين بمعنى الميزان، والأخير هو الأظهر؛ لكونه مذكورا في ترجمة جماعة كثيرة، ويبعد في الغاية أن يكون الجميع بمنزلة الباكية أو الربيئة.
وبأن الغالب كون العين مرادفا لثقة، فيقولون " ثقة عين " بحيث يظهر أن الغرض منه هو التأكيد، وأن المراد منه ما يناسب الوثاقة ويؤكدها، وليس ذلك إلا المعنى الأخير؛ لأن الميزان لما كان في كمال الاستواء والاستقامة بحيث لا يزيد أحد كفيه على الآخر، فتشبيه الرجل به يفيد كونه كاملا في تلك الصفة، فيدل على كمال الوثاقة، كما أن مولانا الصادق (عليه السلام) سمى أبا الصباح الكناني ميزانا لثقته.
قال النجاشي: " كان الصادق (عليه السلام) يسميه الميزان لثقته، ذكره أبو العباس في الرجال " (1) انتهى. فقال له الصادق (عليه السلام): " أنت ميزان " على ما ذكره الشيخ في الرجال. (2) وكذا رواه الكشي بالإسناد عن الوشاء عن بعض الأصحاب، فقال أبو الصباح على ما رواه الكشي: " أن الميزان ربما كان فيه عين، قال (عليه السلام): أنت ميزان ليس فيه عين ". (3) فظهرت صحة التشبيه بالعين بمعنى الميزان لإفادة توكيد الوثاقة، وأن حمله على الرجل بذلك المعنى يفيد كمال الوثاقة، بخلاف المعنيين الآخرين، فإن الظاهر في وجه الشبه فيهما غير ذلك المعنى، فلا يفيد التشبيه فيهما تأكيد الوثاقة.
وإذا كان المراد ذلك فإفادة العين للعدالة وكونه من ألفاظ التوثيق والتعديل