بملاحظة وقوع حماد بن عثمان في طريق الشيخ إلى عبيد الله بن علي بن أبي شعبة المقصود بالحلبي بحكم الظهور والانصراف، والطريق مذكور في الفهرست، (1) فقد أجاد صاحب المنتقى؛ حيث أشار إلى إشارة رواية حماد عن الحلبي إلى كون المقصود هو حماد بن عثمان، (2) فالحكم بكون المقصود هو حماد بن عيسى من السيد الداماد كما ترى. وعلى أي حال، فالنجاشي من صاحب المنتقى، والسيد الداماد عن رواية الحسين بن سعيد، عن حماد بن عثمان دون حماد بن عيسى نظير النجاشي من الصدوق في مشيخة الفقيه، والعلامة في الخلاصة، وابن داود عن رواية إبراهيم بن هاشم، عن حماد بن عثمان، دون حماد بن عيسى، فهو مبني على توهم بعد زمان حماد بن عثمان بالنسبة إلى حماد بن عيسى، كما هو مقتضى صريح ما سمعت من كلام صاحب المنتقى، (3) والسيد الداماد.
لكن قد ظهر فيما تقدم اتحاد زمان حماد بن عثمان وحماد بن عيسى؛ حيث إنه حماد بن عثمان جعله الشيخ في الرجال من أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام)، قال: " ومات في زمان أبي جعفر (عليه السلام) "، لكن قال: " ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا ولا عن أبي جعفر (عليهما السلام) "، (4) وأما حماد بن عيسى فقد جعله العلامة في الخلاصة من أصحاب الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام). (5) بل قد تقدم رواية حماد بن عيسى عن حماد بن عثمان، فقد بان حال النجاشي عن رواية حماد بن عيسى عن الحلبي، دون حماد بن عثمان.