وكذا ما روي في باب السجود عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) من أنه كان يقول:
" اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو عند الحساب " (1) حيث إنه مطلق لكن ذكر في باب السجود، مع أنه لا دلالة فيه على أنه (عليه السلام) كان يقوله في السجدة فضلا عن سجدة الصلاة، فضلا عن السجدة الأخيرة، وإن كان مقتضى غير واحد من الأخبار كون الدعاء في سجدة الصلاة. (2) بل ربما روى في المصباح بسنده عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: " ما على أحدكم إذا دفن ووسد في التراب أن يضع مقابل وجهه لبنة من الطين، ولا يضعها تحت رأسه؟ ". (3) والظاهر من الطين هو الطين المتعارف، لكن ذكره الشيخ في جملة أخبار التربة، إلا أنه يبعد أخذ اللبنة من قبر سيد الشهداء (عليه السلام) في أزمنة إمكان الأخذ، ولا سيما بعدد آحاد الناس، فالأمر في الرواية المذكورة من باب انصراف المطلق إلى بعض الأفراد، وذكره في بعض كتب الأخبار في مورد يظهر عن كون الغرض فردا آخر.
وربما ذكر في الوسائل (4) أن القرينة على كون المقصود بالطين في تلك الرواية هو التربة هو كون التربة محل التبرك.
لكنه - بعد ظهور فساده بما سمعت - مدفوع بأنه يمكن أن يكون الغرض جعل لبنة من الطين، أي لبنة مرطوبة، وإلا فكل لبنة من الطين، والجهة عدم تطرق العذاب مدة رطوبة اللبنة، نظير ما ورد في الجريدتين، (5) ورش القبر بعد الدفن