وعليك بتعظيم الفقهاء وتكرمة العلماء فإن
رسول الله صلى الله عليه وآله: قال من أكرم فقيها مسلما لقي الله
يوم القيامة وهو عند راض ومن أهان فقيها مسلما لقي الله
يوم القيامة وهو عليه غضبان (1) وجعل النظر إلى وجه العالم عبادة والنظر إلى باب العالم عبادة ومجالسة العالم عبادة (2) وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم والتفقه في الدين: فإن
أمير المؤمنين عليه السلام قال لولده تفقه في الدين فإن الفقهاء ورثة الأنبياء وإن طالب العلم ليستغفر لهم من في السماوات ومن في الأرض حتى الطير في الهواء والحوت في البحر وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضابه (3) (وإياك) وكتمان العلم ومنعه من المستحقين لبذله فإن الله تعالى يقول إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (4) قال رسول الله إذا ظهرت
البدع في أمتي فليظهر العالم علمه فمن لم يفعل فعليه لعنة الله تعالى (5) وقال عليه السلام لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم.
____________________
والحمد لله على حسن التوفيق وهداية الطريق وصلى الله على سيد الأنبياء والمرسلين المبعوث بالدين المبين وعلى آله المعصومين وعترته الطاهرين صلاة تملأ أقطار السماوات والأرضين فرغت من تحريره مع تراكم صروف الدهر المكدرة للنفوس والأفكار في ذي الحجة الحرام سنة ستين وسبعمأة الهلالية