الله عليه وآله وسلم قالت: متى أوصى إليه وقد كنت مسندته إلى صدري فدعا بالطست فلقد انحنث في حجري وما شعرت أنه مات فمتى أوصى إليه؟ قوله: انخنثت هو كما ذكر المصنف الانثناء والانكسار، والمراد بقوله في رواية الصحيحين انخنث أي استرخى فانخنثت أعضاؤه. والحديث ساقه المصنف للاستدلال به على جواز البول في الآنية مؤيدا به الحديث الأول لما كان فيه ذلك المقال، ولكنه وقع في حال المرض، ولم يذكر المصنف الحديث هذا في الوصايا كغيره حتى يحيل الكلام عليه إلى هنالك.
والانكار لوصاية أمير المؤمنين علي المفهوم من استفهام أم المؤمنين لا يدل على عدم ثبوتها وعدم وقوعها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الوقت الخاص لا يدل على العدم المطلق وقد استوفينا الكلام على ذلك في رسالة مستقلة لما سأل عن ذلك بعض العلماء.
باب ما جاء في البول قائما عن عائشة رضي الله عنها قالت: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وآله بال قائما فلا تصدقوه ما كان يبول إلا جالسا رواه الخمسة إلا أبا داود وقال الترمذي: هو أحسن شئ في هذا الباب وأصح.
قال الترمذي: وفي الباب عن عمر وبريدة، وحديث عمر إنما روي من حديث عبد الكريم بن أبي المخارق عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: رآني النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنا أبول قائما فقال: يا عمر لا تبل قائما، فما بلت قائما بعد قال الترمذي: وإنما رفع هذا الحديث عبد الكريم بن أبي المخارق وهو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أيوب السختياني وتكلم فيه. وروى عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: ما بلت قائما منذ أسلمت، وهذا أصح من حديث عبد الكريم وحديث بريدة هذا غير محفوظ وهو بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاث من الجفاء: أن يبول الرجل قائما، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته، أو ينفخ في سجوده ورواه البزار. وفي إسناده حديث الباب شريك بن عبد الله وقد أخرج له مسلم في المتابعات. وقد روي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: من الجفاء أن يبول الرجال قائما والحديث يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يبول حال القيام بل كان هديه في البول القعود، فيكون البول حال القيام مكروها، ولكن قول عائشة هذا لا ينفي إثبات من