فهل يصح القول بأنه في إقامته للصلاة ومن ذريته، لم يكن إلا دعاء، واستجابة ربانية، أعطته ما يريد من دون أن يكون له أي دور عملي، أو قدرة واقعية في تحقيق ذلك على حد تعبير هذا البعض؟!
وكذا بالنسبة للشكر، والعمل الصالح الذي يرضي الله في دعاء الإنسان، وفي مثل دعاء سليمان (ع): (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي، وعلى والدي، وأن أعمل صالحا ترضاه ((1).
ولتراجع سائر الآيات التي تتضمن الأدعية فيها ما يشبه ذلك.
25 - وأما بالنسبة لعيسى (عليه السلام) فكيف يستطيع أن يثبت أن دوره (ع) كان دور الآلة.. ولماذا لا يكون مالكا لقدرة أفاضها الله عليه، والله هو الذي يأذن له باستعمالها هنا تارة، وهناك تارة أخرى؟!
ولماذا خرجت كلمة (بإذن الله (عن معناها الحرفي اللغوي في خصوص هذا المحور، لتصبح دالة على القوة التي تباشر هي تحقيق النتائج من دون أي دور لعيسى (ع)، سوى كونه آلة؟!
ومن أين عرف أن عيسى (عليه السلام) لم يكن يملك أية طاقة خاصة به.. ألا يحتاج ذلك حسب ما يقوله هو نفسه إلى دليل موجب لليقين، لأن القضية لا تدخل في دائرة الأحكام ليكتفي فيها بمطلق الحجة؟! وألا يحتاج هذا النفي القاطع إلى دليل كما يحتاج الإثبات إلى دليل، على حد تعبيره؟!
هذا وقد ذكر عند النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله): أن عيسى (عليه السلام) كان يمشي على الماء. فقال (صلى الله عليه وآله): (لو زاد يقينه لمشى على الهواء) (2).
مما يدل على أن وجود هذه القدرة لدى عيسى (عليه السلام) تابع لمستوى اليقين لديه، ولا شك في كونه اختياريا.
أم أن هذا البعض يتصور أن يمشي عيسى (عليه السلام) على الماء لا باختياره تماما كما يتم تحريك الآلة الجامدة من قبل فاعل مختار قادر؟!.