وقوله:
" إنه قد عمي من البكاء "؟!
6 - إن التعبير بالصدمة بالنسبة لنبي الله يعقوب غير سديد جزما، فإن هذا النبي المجاهد الصابر لم يفاجأ بما حدث، وقد حكى الله عنه: أنه أخبر أبناءه بخوفه على ولده، وأخذ عليهم المواثيق أن يأتوه به إلا أن يحاط بهم، وهم لم يأتوا بجديد عما كان يتوقعه، بل اقتصروا على شرح ما جرى لهم، وإنما تكون الصدمة في أمر لم يكن متوقعا.
7 - من أين علم أن أبناء يعقوب (عليه السلام) قد ظنوا أن أباهم قد نسي يوسف (عليه السلام) فإن قولهم له: (تالله تفتؤ تذكر يوسف (يدل على أنه كان مستمرا على ذكره، مثابرا عليه، وأنهم كانوا يعلمون ذلك وينكرونه عليه فمن أين جاء ظنهم ذاك.. إن قوله هذا يحتاج إلى إثبات قطعي - حسبما يقرر هذا البعض نفسه - وإن أي إثبات يأتي به سيكون مخالفا للقرآن، فلا بد من رده عليه..
369 - النبي يعقوب يحب ولده لجماله.
370 - النبي يحب ولده لذكائه ووداعته.
يقول البعض:
".. وجاء يوسف إلى أبيه.. وكان أثيرا عنده حبيبا إليه، لجماله ووداعته وصفاء روحه.. وجلس عنده يقص عليه رؤياه الغريبة التي أثارت في نفسه القلق لما تشتمل عليه من جو يوحي بالسمو ولكنه حافل بالغموض " (1).
ويقول أيضا:
".. ولكن يعقوب يعرف أن أولاده الآخرين يحسدون يوسف على ما تميز به عنهم من جمال وذكاء ووداعة وصفاء.. وعلى ما له من المنزلة عند أبيه، كنتيجة لما يملكه من هذه الصفات وغيرها مما يجعله أهلا للمعاملة المميزة " (2).