8 - على أن لنا أن نتوقف قليلا عند قصة سجود إبليس لآدم، التي سبقت قضية الأكل من الشجرة، لأنها كانت في بدء خلقة آدم، فهل بقي آدم غافلا عن حقيقة موقف إبليس منه؟ ألم يطلعه الله سبحانه على سوء سريرة إبليس، وعلى أنه عدو لهما (وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين).
أليس في قول الله سبحانه هذا لهما إشارة إلى أن هذا المخلوق ليس مأمونا، وغير مرضي الطريقة، ولا يسير في الصراط المستقيم؟.
وألا يكفي آدم التوجيه الإلهي الصريح والواضح، حتى يحتاج إلى التدريب والتجربة؟!.. ولماذا اقتصرت تجربة آدم على الكذب والغش، ولم تتعد ذلك إلى سائر أنواع الفواحش؟!
أم أن هذا البعض يلتزم بأن آدم في نطاق دورته التدريبية قد واجه إبليس وعاينه حين ارتكابه لسائر الفواحش وممارسته لها عمليا؟!
وما هو السر في أن التجربة قد اقتصرت على الكذب والغش ولم تتجاوزه إلى الفتنة والغيبة والنميمة وغير ذلك، بل اكتفى في الباقي بالتوجيه والتعليم؟! ولماذا لم يستغن عن هذه الدورة التدريبية أيضا بتعليم مناسب بالنسبة إلى الغش والكذب، يتفادى معه حصول ما حصل؟! أم أن الأساليب الإلهية قد استنفدت مع آدم (ع) ولم يفد معه إلا هذا الأسلوب الصعب والقاسي؟!
ولعل قوله: " الظاهر أنه استمر في الخط المستقيم " (1) يشير إلى صحة هذا الاحتمال الأخير لأنه ألمح إلى أنه حتى هذا الأسلوب لم يكن مجديا إلى درجة يقطع معها باستقامة آدم على الطريق المستقيم.
240 - الظاهر أن آدم استمر في الخط المستقيم.
241 - عدم حديث الله عن خطأ آخر لآدم دليل عدم وقوعه من بعد ذلك.
ويقول البعض:
".. وانتهت قصة إبليس مع آدم.. واستطاع آدم بعد نزوله إلى الأرض أن يعي - تماما - معنى الدور الشيطاني لإبليس في الإضلال والإغواء، من موقع العقدة المستحكمة في نفسه ضده.. وأن يحفظ نفسه منه فلم يحدثنا الله عن خطأ آخر في