ذلك، وهو عليه السلام المطهر، الذي كان مع الحق وكان الحق معه، وهو قسيم الجنة والنار، فهل يعقل والحالة هذه أن يقدم على مغاضبة فاطمة (ع)؟!.
د - ولماذا كان يضع على رأسه التراب، إذا عتب على فاطمة، ألا يشبه فعله هذا لعب الأطفال؟!
النقل الثاني إنه (ص) قد كناه بذلك حين المؤاخاة، حيث إنه (ع) حين رأى أنه (ص) لم يؤاخ بينه وبين أحد اشتد عليه ذلك، وخرج إلى المسجد، ونام على التراب، فلحقه (ص)، وخاطبه بأبي تراب ثم آخى بينه وبين نفسه (صلى الله عليه وآله) (1).
ونقول:
إن من الواضح: أن عليا (ع) لم يكن لينزعج من أمر صنعه رسول الله (ص).. الذي يعلم أنه لا ينطق عن الهوى ولم يكن يجهل مكانته عنده، ولا موقعه في الإسلام، وقد كان راضيا بكل ما رضيه الله ورسوله له..
ولعل الهدف من اختراع هذه الصورة هو: إظهار الخلل في سلوكه عليه السلام، وأن هذا اللقب وكذلك مؤاخاة رسول الله (ص) له، إنما كانت بهدف إرضائه، وإزالة الضيق الذي لحق به.. إذن.. فهو لا يشير إلى مقامه السامي، ولا يعبر عن إعظام الجلال له. بقدر ما هو استجابة إنسانية تهدف إلى إرضائه، وإزالة ما في نفسه.
النقل الثالث هو القصة المتقدمة التي تقول: ان التكنية له بأبي تراب قد كانت في غزوة العشيرة.
وقد تضمنت هي الأخرى تلك الإساءة لمقام رسول الله (ص) حسبما أوضحناه فيما سبق..
فلا حاجة إلى الإعادة..
التعامل مع أخبار كهذه وبعد، فقد أدرك العلماء الأعلام الحقيقة التي أشرنا إليها في بداية حديثنا هذا وهي