إن الموافق لأصول العقيدة أن يقال: إن معصية آدم ليست كمعصية إبليس، وان تصرف آدم عليه السلام لم يكن تمردا على إرادة الله سبحانه.. وهو المروي عن أئمة أهل البيت (ع).
كما أن الفرق بين آدم (ع) وإبليس (لعنه الله) ليس هو في التوبة وعدمها، وإنما هو في خصوصيات ذاتية، وملكات وحوافز لا تدع مجالا لقياس أحدهما بالآخر..
كما أننا لا نوافق على التعبير بأن آدم (ع) قد نسي ربه سبحانه وتعالى، ونسي موقعه منه، فلم يكن آدم النبي لينسى ربه، بل كان دائم الحضور معه، وفي غاية الانقياد والاستسلام له.. كما هو حال الأنبياء والأولياء سلام الله عليهم.
تفسير الآيات ونرى أن المناسب لأصول العقيدة هو تفسير الآيات التي تحكي قصة آدم على النحو التالي:
1 - إن آدم عليه السلام حين نهاه الله سبحانه عن الأكل من الشجرة، (قد عرف من خلال ذلك وجود مضرة من أكلها يصعب عليه تحملها، لكن إبليس قال له: إن هذا الضرر وإن كان صعبا، ولكن لو تحملت ذلك الضرر فثمة نفع عظيم ستحصل عليه وهو الخلود.
وليس من حق آدم أن يكذب أحدا لم تظهر له دلائل كذبه، فكان من الطبيعي أن يقبل آدم منه ما أخبره به، ورضي أن يتحمل هذه الصعوبة البالغة من أجل ذلك النفع، وكانت له الحرية في أن يقرر ويختار هذا النفع في مقابل ذلك الضرر، وتلك الصعوبة البالغة، أو لا يختار ذلك.
وهذا كما لو أخبرك طبيب بأن جلوسك في الشمس قد يتسبب لك بآلام حادة في الرأس، ولكنه سيضفي أثرا جماليا على لون البشرة، أو يشفيك من مرض جلدي معين.
أو كما لو أجريت لك عملية زرع شعر، أو عملية تجميلية، أو أعطاك الطبيب دواء مرا، للتخلص من وجع معين، فلم تطعه، أو ما إلى ذلك.. مما يتوقف على الألم والعناء الشديدين، فإن فعلت هذا الأمر تحصل على ذاك الامتياز، وإن أردت