ويمكن أن تتحرك لتصنع أكثر من وضع سلبي على مستوى التصور والممارسة " (1).
ونلاحظ أننا لا نعرف مدى هذا الضعف الروحي للأنبياء، الذي تنشأ عنه أوضاع سلبية على مستوى التصور والممارسة. فقد يظهر ذلك في صورة أخطاء في السلوك وفي تلقي الوحي، أو في سلوكهم الأخلاقي، وحتى في دائرة الإيمان والكفر وغير ذلك مما قد يناله هذا الضعف الروحي ويؤثر فيه. حيث لا يوجد أية ضمانة، وأية حدود يمكن أن ينتهي إليها.. وقد ظهر ذلك فيما يأتي من أمور نسبها إلى الأنبياء، إذا لوحظت جميعا فإنها تظهر أن الضعف الذي يتحدث عنه لا حدود له ولا قيود..
ومع غض النظر عن ذلك، فإن مراجعة التراث الإسلامي تعطينا أن لأنبيائنا ولأئمتنا عليهم السلام مقامات عظيمة، وأن هناك أسرارا فوق العادة في شخصياتهم، حتى لقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لعلي (عليه السلام):
(يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري).
ويكفي أن نشير إلى حديث الأنوار المروي عن نبينا (ص) عند الشيعة والسنة، بل لقد رواه السنة عن ثمانية من الصحابة، فضلا عما روي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، كما أن الأئمة وفاطمة عليهم السلام هم موضع سر الله سبحانه كما صرحت به الأحاديث الشريفة.
95 - نسيان المعصوم في أمور الحياة الصغيرة.
وعن نسيان المعصوم يقول:
" لا نجد هناك أي دليل عقلي أو نقلي يفرض امتناع نسيان النبي لمثل هذه الأمور الحياتية الصغيرة، لأن ذلك لا يسيء إلى نبوته من قريب أو بعيد.
ولكن ربما نلاحظ - في هذا المجال - أن النبي إذا كان لا ينسى أمر التبليغ كما هو المتفق عليه بين المسلمين - فلا بد أن يكون ذلك من خلال ملكة ذاتية تمنعه من النسيان بحيث تجعل وجدانه واعيا للأشياء فلا تغيب عنه عندما ينفصل عنها.. مما يجعل المسألة غير قابلة للتجزئة، كما هي القضايا المتصلة بالملكات النفسية..