خمسون؟ قال: لا، قال: فإن كان فيها ثلاثون؟ قال: لا، قال: فإن كان فيها عشرون؟ قال: لا. قال: فإن كان فيها عشرة؟ قال: لا، قال: فإن كان فيها خمسة؟ قال: لا، قال: فإن كان فيها واحد؟ قال: لا، قال: فإن كان فيها لوطا؟ قالوا: نحن أعلم بمن فيها لننجيه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين، قال الحسن بن علي (عليه السلام): لا أعلم هذا القول إلا وهو يستبقيهم، وهو قول الله تعالى (يجادلنا في قوم لوط ((1).
وقفة قصيرة ونقول:
إننا نلاحظ الأمور التالية:
1 - قوله:
" إن قلق إبراهيم عليه السلام إنما كان على مصير النبي لوط (عليه السلام) وذلك استنادا إلى قول إبراهيم للملائكة: (إن فيها لوطا.. (.. " غير صحيح فإن هذا القول لا يدل إلا على توقعه أن وجود لوط سيمنع من أن ينالهم العذاب.. ولا يدل على اعتقاده أن العذاب - لو نزل - سيحيق بلوط أيضا.
2 - إن الله سبحانه قد صرح بأن جدال إبراهيم إنما كان في قوم لوط، قال تعالى: (فلما ذهب عن إبراهيم الروع، وجاءته البشرى * يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض عن هذا (أي عن رفع العذاب عن قوم لوط (إنه قد جاء أمر ربك * وإنهم آتيهم عذاب غير مردود ((2).
3 - هذا بالإضافة إلى الرواية المروية عن الامام الصادق، والتي أوردها هذا البعض نفسه حيث تدل - كما اعترف هو نفسه - على أن إبراهيم كان مهتما برفع العذاب عن قوم لوط، وأنه اتخذ من وجود لوط فيما بينهم ذريعة إلى ذلك فلماذا يصر هذا البعض على مخالفة الرواية، بل الآية أيضا؟!
ولماذا أشار إلى دلالة الرواية على خلاف ما يذهب إليه، مع مزيد من التضعيف، وإثارة الشك والارتياب في تلك الدلالة، حيث قال: " ما ربما يؤيد ".
4 - لماذا يتهم إبراهيم (عليه السلام) شيخ الأنبياء، وأفضلهم بعد نبينا