وقفة قصيرة 1 - لا ندري كيف يحكم هذا البعض على مضمون رواية متواترة أن في الكثير من خصوصياتها الكثير من الخيال؛ ثم يجعل ذلك ذريعة لردها خصوصا قصة المعراج. فإن تواتر الرواية يعني قطعية صدورها عن المعصوم، فإذا كانت خصوصياتها متواترة أيضا فإن تلك الخصوصيات تثبت أيضا. بل إنها حتى لو لم تكن متواترة فإن ذلك لا يبرر له وصف تلك الخصوصيات بأنها خيال، كما سيأتي لأن ثبوتها بما هو حجة بخبر الواحد مثلا يكفي في لزوم التسليم بها والأخذ بمضمونها. فهل هذا الخيال هو خيال المعصوم؟!. أم هو خيالنا نحن في فهم وتقييم كلامه (ع)، وما بينه لنا من حقائق !؟
2 - إن عدم قدرة البعض على تفسير أو استيعاب بعض القضايا لا يبرر له اعتبارها أمورا خيالية، بل عليه أن يترك المجال لمن يملك القدرة على فهم هذه القضايا من خلال ما يعرفه من ضوابط ومعايير إيمانية وعلمية قادرة على وضع الأمور في نصابها الصحيح.
3 - إن ما أفاض فيه المحدثون من تفاصيل في قضية المعراج، إنما هو من الأمور التوقيفية الممكنة التي يفترض أن يأخذوها من المعصوم المطلع على هذه الأمور التي لا يدركونها بعقولهم، ما دام انها ترتبط بعالم الغيب.
4 - إن الظاهر هو أن هذا البعض لم يستطع تفسير ما يذكر من تفاصيل في قضية الإسراء، فضلا عن قضية المعراج فلجأ إلى الاستبعاد والانكار.
5 - انه إذا كان الإنسان يرى في منامه أحداثا تفصيلية تحتاج إلى مساحة زمنية واسعة - نعم يراها - في زمن قصير للغاية. فلماذا لا تختصر القدرة الإلهية الزمان الحقيقي في نطاق تجسيد الحدث الزماني للأجسام التي تحتاج إلى الزمان والمكان. فإن سيطرة القدرة الإلهية على الحركة في المادة الزمانية مما لا يصح إنكاره..؟
بل إننا نجد هذا الإنسان قد تغلب على كثير من المصاعب، واختصر المسافات إلى درجة كبيرة ومذهلة، فكيف بخالق هذا الوجود كله، الذي جعل النار بردا وسلاما على إبراهيم (ع) ومكن آصف بن برخيا وصي النبي سليمان عليه السلام الذي عنده علم من الكتاب أن يأتي بعرش بلقيس، وما إلى ذلك.