فيما يرمي اليه البعض، إذ إن كل معجزات وكرامات الأنبياء صدرت بإذن الله تعالى وكانت من فعلهم واختيارهم. وقول الله لموسى: اضرب بعصاك، أو: ألق عصاك. إذن منه تعالى، فلا يختلف الأمر بالنسبة إليه عن عيسى (ع).
بل ربما كان فعل موسى أظهر في نسبة الفعل إلى صاحبه من فعل عيسى، لأن موسى لم يأت بكلمة بإذن الله مع أنه بإذن الله قطعا.
وكل ذلك يدل على أن لهم قدرة ذاتية، وهبهم الله إياها، وهم يتصرفون فيها في الكون، كما يريد الله وفي طاعته سبحانه، (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
وذلك يؤكد على أن ما يجري ليس لأجل أن لدى الأنبياء والأئمة قدرات ذاتية بمعزل عن إرادة الله تعالى، كما أن ما يجري على أيديهم بإذن الله هو فعلهم وباختيارهم، لا أنه فعل الله أجراه على أيديهم بصورة جبرية، ومن دون أي اختيار منهم.
5 - لا قيمة لغير العقائد الضرورية:
إننا نستغرب قوله: إن ما ليس من ضروريات العقيدة ولا من فروض العمل لا قيمة له، لا عقيدية، ولا عملية.
فإن معنى ذلك هو أن تعرض النبي (ص) والأئمة (ع) لها كان أمرا عبثيا، لا قيمة له ويكون قد ارتكب أمرا جزافا.
كما أن الإسلام قد طلب من الناس الاعتقاد بها، وحرم عليهم رفضها وذلك مثل عقيدة الرجعة ونحوها، فهل يصح أن يقال لما هو من هذا القبيل: إنه لا قيمة له: لا عقيدية ولا عملية؟!. وإذا كان البحث في غير العقائد الضرورية لا قيمة له، فلماذا أفتى بوجوب الاعتقاد ب (الرجعة) مع حكمه بأنها ليست من ضروريات الدين (1) ثم قوله بلزوم تأويل أحاديث كما جاء في مقالته: (مع الشيخ المفيد في تصحيح الإعتقاد) (2).