2 - هذا بالإضافة إلى أن هذا البعض يتحدث عن موسى (ع) ويصوره لنا كأنه يعترض على الله، ويدله على أنه غير مصيب في إرساله، لأن ذلك سيكون أمرا عقيما، وعبثيا، ومن دون فائدة. فانظر إلى قول هذا البعض:
" إنني أعرف فيهم الطغيان.. مما يوحي بأن سبب مبادرة موسى باقتراح إرسال أخيه معه هو معرفته بطغيانهم ".
وكأن الباري تعالى لا يعرف ذلك.
3 - مع أن موسى (ع) حين تحدث عن خوفه من تكذيبهم، وعن أن صدره يضيق بهذا التكذيب، وأن لسانه لن ينطلق معهم في البيان لأنهم سيتعاملون معه من موقع المعادي والحاقد، الذي لا يصغي إلى الحجة، ولا يخضع للدليل - نعم إن موسى (ع) حين تحدث عن ذلك، فإنما أراد به أن يعرف من الله سبحانه أوجه معالجة الموقف في هذه الحالات والظروف الصعبة، ولا يريد أن يعرف الله - والعياذ بالله - أن إرساله لا فائدة منه، لأن النتيجة معلومة على حد زعمه.
4 - أما بالنسبة لاحتباس لسان موسى (ع)، إن المراد ليس هو اللكنة في اللسان، التي تمثل عائقا عن الإفصاح في الكلام، بل المراد هو أن قتل القبطي، وكونه قد تربى عندهم سيجعلهم يتعاملون معه بطريقة حاقدة وغير عقلانية تمنعه من الإفصاح عن مراده ولذا فهو يطلب من الله أن يهديه إلى الطريقة المثلى في التعامل مع هذا الواقع الذي يواجهه.
على أن هذا الإحتباس، لا ربط له باللباقة، وبالأسلوب، كما هو معلوم.
وسيأتي المزيد من توضيح هذا الأمر فيما يرتبط بالعقدة في لسان موسى عليه السلام في تعليقنا على الفقرة التالية.
356 - القرآن يوحي بما لا يتفق مع كون النبي أعلم الناس وأشجعهم وأكملهم في المطلق.
357 - الرسالة تتصل بحركة الكلام في لسانه، وطريقة التعبير في كلامه.
358 - ضعف موسى في طبيعة الكلمة، والمنهج، والأسلوب، وقوة هارون في ذلك.
359 - لكنة في لسان موسى تؤدي إلى ضعف موقفه.
360 - نقاط ضعف بشري تتحرك بشكل طبيعي في شخصية النبي، حتى في مقام حمل الرسالة.
361 - لكنة موسى تمنعه عن إفهام ما يريد للناس.